+ وأي نوم لأن هناك نوم للنفس ونوم للجسد؟ إن لم ينم يخور الإنسان ويضعف جسده ولا يعود جسدنا الخائر يقدر أن يحمل نفسه يقظة ويثابر في الأعمال...
لقد وهب الله للجسد نوماً به تنتعش الأعضاء فيقدر أن يعضد نفساً ساهرة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). ولكن يلزمنا أن نكون حذرين لئلا تنام النفس ذاتها لأن نوم النفس شر. صالح هو نوم الجسد إذ به تنتعش صحة الجسد أما نوم النفس فهو نسيانها لله... لذلك يقول الرسول.. "أستيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضئ لك المسيح "أف14:5. هل كان الرسول ييقظ إنساناً نائماً بالجسد؟لا بل نفساً نائمة لكي تسير وتستضيء بالمسيح.
هكذا بنفس الطريقة يقول هذا الرجل "يا الله. إلهي أنت. إليك أبكر".. فالمسيح يضئ النفوس ويجعلها مستيقظة لكن إن أبعد نوره تنام.
ولهذا السبب يقول مزمور أخر "أنر عيني لئلا أنام نوم الموت "مز3:13...
أقوال القديس أغسطينوس عن أن الله ينبوع الصلاح
"ليس احد صالح إلا الله وحده" لو18.
الله وحده كل الصلاح القادر أن يعكس صلاحه على خليقته فتصير صالحة. "كونوا قديسين كما أنا أيضاً قدوس".
اعرفي يا نفسي هذه يقة واغرقي في لجة صلاحه وادخلي إلي خيره يقي غير المتغير ولتصر أحشائي جمراً متقداً يرتفع لهيبة إلي حيث صلاح الله..!
لقد وهبك إمكانية الصلاح.. خلقك على مثاله... حتى تنجذبين إليه وتشبعين منه!
أما وقد سقطتي في الخطية فإنه وإن كان الشيطان لم يستطع أن ينزع عنك حبك للصلاح لكنه خدعك في مفهوم الصلاح فظننتي ما هو غير صالح صالحاً وحسبت الصلاح غير صلاح..
+ صرت كالسمكة التي تظن في الطعم خيراً وهي لا تدري ما يكمن لها فيه..هكذا حسبتي حب الكرامة والمديح وغني العالم وأمجاده الزائلة، المتع والملذات الشهوانية.. حسبتي هذا كله صلاحاً!
+ والآن صرت في عوز إلي الحكمة لتكوني تامة وكاملة... اطلبيها من الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير "يع5، 4:1". لقد أمرك الرب "سر أمامي وكن كاملاً "تك1:17". "إن سرت أمامه في حضرته والتصقتى به فحتماً تصيرين كاملة.
+ إن وجد في شيء صالح إنما مصدره أنت.. فالخير الذي هو في هو خيرك أنت أيها الصالح منك قد تقبلته!
من يعينني على الوقوف إلا أنت يا إلهي؟! وما الذي يسقطني غير اتكالي على ذاتي؟!
+ إنني سأبقي غارقاً في الطين ما لم تجتذبني! وأبقي أعمي ما لم تفتح عيناى!
+ وأبقي ساقطاً لا أقوم قط ما لم تعينني يداك..! آه! إنني أهلك تماماً ما لم تحرسني عنايتك!
+ كم أنا بائس؟!
إلهي... متى تفارقني هذه الطبيعة الفاسدة وتعمل في قوتك الكاملة؟!
إلهي... لذيذة هي الوحدة والسكون و والنقاوة هذه كلها التي هي لك! أما أنا فألهو بالضوضاء والصخب والباطل والرذيلة..!
أعود فماذا أقول بعد؟! أنت هو الخير يقي، رحوم، قدوس، عادل... أما أنا فشرير محب لذاتي، خاطئ، ظالم..!
أنت النور، أما أنا فظلمة! أنت الحياة، أما أنا فموت! أنت الطبيب، أما أنا فمريض!
+ أنت الصادق أما أنا فبطلان حقيقي... مثلي مثل أي إنسان على الأرض!!!
بأي لغة تريدني أن أحدثك يا خالقى؟! أتوسل إليك أن تتفضل فتصغي إلي إنني من صنع يديك وهلاكي أمر مخيف! إني جبلتك وها أنا أموت!! إني من صنع يديك وها أنا أنحدر نحو العدم!!
+ إن كان لي وجود فأنت موجدي "يداك صنعتاني وأنشأتاني " مز73:119". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). يداك اللتان سمرتا على الصليب فليعطياني السلام لأنه هل تحتقر عمل يديك؟!
آه تطلع غلي جراحاتك العميقة فقد نقشت اسمي في يديك!! اقرأ اسمي وخلصني!
+ إن نفسي التي تتأوه قدامك هي من عمل يديك أخلق مني خليقة جديدة فهذا هو عملك لذا فهي لا تكف عن الصراخ إليك قائلة: يا أيها الحياة أحيني من جديد!
إنها من جبلة يديك تلتف حولك متوسلة إليك أن ترد إليها جمالها الأول..!
+ أغفر لي يا إلهي ما دمت فقد سمحت لي بالحديث معك لأنه من هو الإنسان حتى يتكلم مع الرب خالقه؟!
نعم. سامحني! سامح تجاسري! سامح عبدك الذي تجاسر ليرفع ه أمام سيده!
+ إن الضرورة لا تعرف قانوناً! فالألم يدفعني إلي الحديث معك! والكارثة التي حلت بي تجعلني استدعي الطبيب لأني مريض إنني أطلب النور لأني أعمي! أبحث عن الحياة لأني ميت! ومن هو هذا الطبيب والنور والحياة إلا أنت؟!
يا يسوع الناصري ارحمني! يا ابن داود ارحمني! يا مصدر الرحمة أصغ إلي صرخات المريض!
+ أيها النور العابر في الطريق توقف أمام الأعمى! أمسك بيده، حتى يقترب إليك! بنورك يا رب اجعله يعاين النور، وبك يحيا!
أأمر الميت حتى يخرج من القبر..!
آه! يا إلهي!! إنني سأستغيث قبلما أهلك أو على الأقل أستغيث لئلا أهلك حتى أستحق السكنى فيك! إنك تتألم عندما أحدثك عن بؤسي ومن غير خجل أعترف لك أنني عدم!
أسرع واعني أنت قوتي وعوني وصلاحي وحصني!! أسرع أيها النور، الذي بدونه لا أقدر أن أري!
أقوال القديس أغسطينوس عن الحب الإلهي | الوصية والأبوة
+ لا يوجد أحد قد أحسن تدبير أفعاله كمن استعد قلبه لترك الشيء الذي تنهي عنه القدرة الإلهية أكثر من استعداده أن يقوم بعمل ما يحث عليه قياس عقله البشري.
+ إلهي... إن الذي لا يشتهي أن تأمره بما يريده هو إنما يريد هو ما تريده أنت فقط فهذا عبد لك صالح.
+ لا تطلب من الله أن يعمل ما تريده أنت بل أطلب كما تعلمت أن تتمم مشيئته فيك.
+ إن كان سرورنا في تنفيذ إرادة الله أقل من سرورنا في تنفيذ إرادتنا فإنه يلزمنا أن نطلب من الله لا أن تتم إرادتنا لأنها ربما تضرنا بل أن يصيرنا بنعمته أن تطابق إرادته بسرور هذه التي من شانها أن تجني لنا خيراً ونفعاً على الدوام. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). فبني إسرائيل (الأشرار) الذين كرهوا المن السماوي واشتهوا اللحم وطلبوه أعطاهم الرب شهوتهم غير أن ذلك صار بالنسبة لهم شراً وضرراً.
+ "لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض".