خطية أيوب التي يريد الله أن ينقذه منها
وماذا كانت خطية أيوب؟ الكبرياء والإحساس بالعظمة والشعور بالبر الذاتي. ونلاحظ هذا في فكره عن الله وفكره عن البشر، فتصور أيوب أن الله قد أخطأ معه إذ سمح له بكل هذه الآلام بينما هو أي أيوب بار لا يخطئ، وأن الله قد أخطأ إذ ترك الأشرار كالسبئيين والكلدانيين أن يلحقوا به الأذى بينما هم في سلام ولم يعاقبهم الله. إذًا تصور أيوب أن الله يمكن أن يخطئ وأنه أي أيوب لا يخطئ. وفي هذه النقطة لامه أليهو وحمي غضبه عليه (أي 32: 2 + 33: 8 – 12) إذ حسب نفسه أبر من الله. أما مع الناس فنسمع قول أيوب الصعب "وأما الآن فقد ضحك عليَّ أصاغري أياما الذين كنت أستنكف من أن أجعل آبائهم مع كلاب غنمي" (أي 30: 1).
فهذا الكبرياء قاتل ومدمر للعلاقة مع الله ويحرم الإنسان من أبديته، ولذلك يريد الله أن يشفيه من هذا المرض فضغط عليه حتى يتواضع وينسحق.