عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 05 - 12 - 2021, 03:10 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
بشرى النهيسى بشرى النهيسى غير متواجد حالياً
..::| VIP |::..
 
تاريخ التسجيل: Oct 2021
الدولة: مصر
المشاركات: 25,621


وظهر لهم الرب يسوع المسيح وقال لهم: "لقد بدأتم، فحاولوا أن تكملوا حسنًا؛ استمروا حتى النهاية، فان الإكليل لا يُعْطَى إلا للذين يثابرون".


وفى الصباح استدعاهم الحاكم أمام محكمته في حضور أصدقائهم من الجنود. وبعد أن امتدح أعمالهم الحسنة ورفعة مقامهم، حَثّهم على النزول إلى طلبه حتى يكون ذلك مدعاة لصنع الخير لهم فيختصهم ببعض الوظائف مع زيادة رواتبهم. ولما وجدهم لا يتزعزعون ولا يعبأون بوعوده أو بتهديداته، أعادهم إلى السجن. وكان أحدهم ويدعى "كيريون" Quirion يَعِظْهُم بهذه الكلمات:

"أيها الأخوة: لقد سُرَّ الله أن يجمعنا في شركة إيمان وجهاد واحدة؛ فلا نفترق أبدًا لا في حياتنا ولا في مماتنا. وكما خدمنا الإمبراطور المائت، مُعَرِّضين أنفسنا لآلاف الأخطار في معارك مختلفة، فلنخدم الآن ملك السماء ونضحي بحياتنا من أجل محبته، وسوف يكافئنا بالحياة الأبدية التي لا يستطيع "ليسينيوس" أن يهبها لنا. كَمْ من مرة في جهادنا ضد الأعداء طلبنا معونة الله وأعطاها لنا؟ أتظنون إنه يرفض أن يعطينا معونته في هذه الحرب المجيدة؟ لنلجأ إلى الصلاة ولنتوسل إلى السماء؛ إن الله أمين، إنه سند المتألمين من أجل مجده".

وبعد ستة أو سبعة أيام وصل القائد "ليسياس" واقتادهم أمامه؛ وكان "كيريون" يقول لهم وهم في الطريق:

"لنا ثلاثة أعداء، الشيطان، والحاكِم، وقائد فرقتنا؛ أو بالحري ليس لنا سوى عدو واحد لا يُرى يتخذ خدمة الآخرين لِيُقاتِلْنا بها. وهل يستطيع واحد فقط أن يغلب أربعين جنديًا من جنود يسوع المسيح؟ هذا مستحيل، فلن يهزمنا إلا إذا كنا جبناء".


وأضاع قائدهم وقتًا كثيرًا وتَكَلَّم كثيرًا لكي يحملهم على ترك إيمانهم وتغيير عقيدتهم؛ وكانوا ثابتين راسخين، فأمر أن يكسروا أسنانهم بالحجارة. وشرع الجلادون في التنفيذ. ولكن بإذن من الله، كانوا يجرحون أنفسهم بدلًا من أن يصيبوا الشهداء، حتى كان الدم ينزف من أفواههم، بينما جنود المسيح يسوع باقون تغمرهم تعزيات السماء.

وعزا ليسياس هذه المعجزة إلى السحر والشعوذة، فأخذ حجرًا ورماه بغيظ على أحد الشهداء؛ ولكن هذا الحجر كانت تقوده يد أقوى منه، فبدلًا من أن يصيب الشهيد، ضرب فم الحاكم فجرحه جرحًا خطيرًا.
رد مع اقتباس