[walaa farouk]

حين يقرر الإنسان أن يترك الخطيئة ،
عليه أن يواجه حرباً داخلية ضروساً تشنُّها الأفكار عليه .
المشاعر الهوائية الأفكار ، والشهوات تتبع هذه المشاعر الأهوائية
. منذ اللحظـة الـتي تـريـد الـنفس أن ترضـي شـهـوة خاطئـة يبـدأ تتبع تطبيق الخطيئة . ولهذا السبب قـال الـرب : " كـل مـن ينظـر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه " ( مت ٥: ۲۸ ) .
أي أن الرضـوخ لـفـكـر شـرير واتخـاذ قـرار بتنفيـذه يشكلان سقوطاً قلبياً داخلياً ، وهو بالطبع أخف وطأة من السقوط الفعلي بالخطيئة بالممارسة ولكنه غالبـاً مـا يقـود إليه .
ليست الحركات الداخلية للمشاعر الأهوائية كلها خاطئة
، وإنّما فقط تلك التي تحوز على موافقة مشيئتنا .
الأفكار أيضاً ليست خاطئة إن لم نتسبب نحـن بهـا ، بما أنها تأتي بالرغم عن مشيئتنا نحن إذا لم نقبلها . ولكن إن سمحنـا للفكـر بـأن يمكث في داخلنـا ويخلـق في قلبنـا شعوراً باللذة ، لا نتوقـف فـقـط عـنـد عـدم طـرده بـل وعـلـى العكس نحتفظ به برضی ، فعندئذ نكون قد بلغنا نصف الخطيئـة ، وإن بـشكل أسـوأ لم نتوقـف عـنـد عـدم طـرد الأفكار والمشاعر الخاطئة بل استمتعنا بها بتوق ، فحينها تكون نفسنا قد أسلمت ذاتها للهوى .
لقد قلت عدة مرات ينبغي أن نطرد الأفكار الشريرة فـور هجومها ، الأمـر ذاتـه يـسـري علـى المشاعر الأهوائية حالما تولد داخلنا . كيف ؟ ...
بإحدار الذهن والانتباه إلى القلب ماكثين هناك أمام الرب ولا نسمح لشيء خاطئ بالدخول إلى هناك . في هـذا الموضوع يمكث جهادنا الداخلي بأكمله .

إرشادات_إلى_الحياة_الروحية للقديس ثيوفانس الحبيس