19ـ ادّعى "أحمد ديدات" أن التلاميذ الذين كتبوا الإنجيل لم يحضروا عملية الصلب، ولذلك لا يعتمد على شهادتهم فيقول: "قضية يتم الفصل فيها لدى أول جلسة: ويمكن أن أقول ـ بكل تواضع ـ إن مثل هذه الوثائق التي لا تثبُت لتمحيص تُنحىَ جانبًا في أية محكمة من أية دولة متحضرة خلال دقيقتين. وأكثر من ذلك فإن أحد الشهود المزعومين وهو القديس مرقس يخبرنا أنه في أحرج لحظات الموضوع (أيام صلب المسيح المزعوم) كان "كل تلاميذه قد خذلوه وهربوا"، كما جاء بإنجيل مرقس (14: 50) وسل صديقـك المسيحـي: هل "كل" تعني "كل"؟ ومهما تكن لغته سيقول لك نعم"(287).
تعليق: نعم كلمة "كل" تعني "كل" ونحن نعترف أن التلاميذ تركوا السيد المسيح وهربوا بل أن هذا كان بناءً على طلب السيد المسيح ذاته من الجنود: "فإن كُنتُم تطلبُونني فدَعوا هؤلاء يذهَبون" (يو 18: 8) ولكن بعد ما هربوا ساعة القبض عليه في بستان جثسيماني عادوا وتجمّعوا حول الصليب بدليل قول لوقا الإنجيلي: "وكان جميع معَارفِهِ، ونساءٌ كُنَّ قد تَبِعْنَه من الجليل، واقفين من بعيدٍ ينظرون ذلك" (لو 23: 49) ومن أخصّ معارفه بلا شك التلاميذ الإحدى عشر، ولو كلّف "ديدات" نفسه بقراءة بقيّة النص في إنجيل معلمنا مرقس الرسول، حيث استشهد بالآية الخمسين من الأصحاح الرابع، وفي الآية 66 يقول أن بطرس كان في دار رئيس الكهنة: "وبينما كان بُطرس في الدّار أسْفَل" (مر 14: 66) أمّا يوحنا الحبيب فذكر قصة دخول بطرس إلى دار الولاية فيقول: "وكان سِمعَانُ بُطرس والتلميذ الآخَر يتبَعان يسوع، وكان ذلك التلميذ معروفًا عِند رئيس الكهنة، فدَخَل مـع يسوع إلى دار رئيس الكهنة. وأمَّا بطرس فكان واقِفًا عند الباب خارجًا. فخرج التلميذ الآخَر الذي كان معروفًا عِند رئيس الكهنة، وكلَّم البوَّابة فأدخل بطرس" (يو 18: 15، 16).