18ـ يدّعي "غلام أحمد" أن عدم ظهور السيد المسيح بعد قيامته لبيلاطس يؤكد عدم موته وقيامته فيقول: "أو لم يكن من واجب المسيح قبل صعوده إلى السماء أن يلقي مائتين وثلاثًا من اليهود وبيلاطس أيضًا" (المسيح الناصري ص 55)(285).
ويدّعي "أحمد ديدات" أن عدم ظهور السيد المسيح لليهود بعد قيامته دليل على عدم موته وقيامته فيقول: "من أدلة عدم صلب المسيح: 24ـ لم يُظهِر نفسه أبدًا لأعدائه (اليهود) لأنه كان قد هرب من الموت (على يديهم) بشق النفس وكان لا يزال حيًّا. 25ـ قام فحسب بجولات قصيرة (الأماكن التي تحرّك بعد الصلب معروفة بأنها في نطاق ضيق) لأنه لم يكن قد بُعث من بين الموتى كروح، لكنه كان لا يزال حيًّا"(286).
تعليق: أـ أظهر السيد المسيح نفسه للتلاميذ والمريمات وكثير من المؤمنين ليس مرّة واحدة ولكن مرات عديدة في أماكن كثيرة متباعدة، وليس في يوم واحد ولكن خلال أربعين يومًا، ولم يكن عدد الذين رأوه قليلًا فقد زاد عددهم عن خمسمائة شخصًا.. ألا تكفي شهادة كل هؤلاء لحقيقة القيامة؟
ب ـ لم يظهر السيد المسيح لليهود وبيلاطس ليس خوفًا منهم لأنه هرب من الموت وما زال حيًّا، ولكن بسبب قساوة قلوبهم، فبالرغم أنهم سمعوا أقواله وعظاته بآذانهم ورأوا بأعينهم معجزاته، ولكن ظل موقفهم ثابتًا ضد المسيح فقد سدوا آذانهم وأغلقوا أعينهم وقسوا قلوبهم، فحتى لو ظهر لهم بعد قيامته فلن يؤمنوا، وحقًا سبق وقال السيد المسيح في مثل لعازر والغني: "إن كانوا لا يسْمَعُون من موسى والأنبيـاء، ولا إن قـام واحِـدٌ مـن الأمـوات يصدّقون" (لو 16: 31).