16ـ ينكر ديدات مـوت السيد المسيح وقيامته بالجسد الممجَّد، ولذلك يرفض دخوله العلّية والأبواب مُغلّقة، ويحاول أن يجد لها تفسيرًا فيقول: "وإذ يدخل يسوع: وبينما كان يخبران (تلميذي عمواس) المستمعين المتشككين أنهما قد قابلا يسوع بجسمه الحي (كواحد يأكل الطعام معهما) يدخل يسوع. وتُقفَل الأبواب خوفًا من اليهود.. ولم يستطع لوقا ولا يوحنا ممن سجّلوا وقت زيارة يسوع لتلك الحجرة العلوية أن يقولا أنه ببساطة تسرّب من ثقب المفتاح أو من شقوق الجدار. ولكن لماذا يضنان علينا بمثل هذه المعلومة الحيوية؟ السبب في ذلك أنه لم يحدث تسرُّب. ولكن تبقى المشكلة: كيف دخل بينما كانت الأبواب مغلّقة"(281).
تعليق: أ ـ قال "ديدات" إن يسوع دَخَل من أحد الأبواب وأُغلِقت الأبواب، ويصوَّر العليّة بأن لها عدّة أبواب، ودَخَل يسوع من أحد هذه الأبواب فيقول: "هل يمكن أن نتخيل حجم حجرة الضيوف هذه؟ بمخزن المؤن اللازم لها مع المطبخ وغير ذلك من كماليات.. كانت كقصر صغير! وكان يسوع يألف هذا البيت.. أن مسكني الخاص له أربعة مداخل، وربما كانت حجرة الضيوف لدى يوحنا كان لها باب رئيسي من ناحيتين.. لكن يسوع لم يكن غريبًا على المنزل. كان كواحد من أهل منزل تلميذه الذي يحبه. ولم يكن بحاجة إلى أن يقرع الباب ويزعج أناسه. وكانت هناك أكثر من طريقة للدخول"(282).
وهنا يظهر واضحًا تخبُّط السيد "ديدات"، فبعد أن صـرّح بأن يسوع دخل من أحد الأبواب يعود ويقول: "ولكن تبقى المشكلة كيف دخل بينما كانت الأبواب مغلّقة" فما هو رأي "ديدات بالضبط"؟ هل كان هناك مشكلة في الدخول أم لم يكن هناك ثمة مشكلة؟ وهل يُعقل أن التلاميذ المرتعبين من اليهود بعد أن لجأوا إلى العلية يتركون الأبواب مفتوحة لمن يريد أن يدخل ويقبض عليهم؟!
ب ـ قال الإنجيل: "ولمَّا كانت عَشِيَّة ذلك اليوم، وهو أوَّل الأسبوع، وكانت الأبواب مُغلَّقة حيث كان التلاميذ مُجتَمِعين لسَبَب الخوف من اليهود، جاءَ يسوع ووقف في الوَسْط" (يو 20: 19) وديدات يقول أنه يستمد معلوماته من العهد الجديد.. فلماذا نراه هنا وهناك يتنكّر لما جاء في العهد الجديد، وإن قَبِل حقيقة يرفض عشرة حقائق؟!
ج ـ الذي خـرج من القبر والقبر مغلقًا قادر على دخول العلية والأبواب مغلقة، والحقيقة أن الموضوع الرئيسي هو موت المسيح وقيامته، فلماذا يتفرّع ديدات في مواضيع عدّة إلاَّ بقصد التشويش على حقيقة موت المسيح وقيامته؟!
د ـ ويتخبّط "ديدات" فيظن أن المنزل ملكًا ليوحنا الحبيب، ولا يدرك أن المنزل ملكًا لأرسطوبولس والد مرقس الملقَّب بيوحنا، فعقب أن أخرج الملاك بطرس الرسول مـن سجن هيرودس "جاء هو منتَبِه إلى بيت مَريم أم يُوحنا المُلقَّب مرقس" (أع 12: 12)، "يوحَنا الذي يُدعىَ مرقس" (أع 15: 37).