عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 12 - 2021, 03:16 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ما هى نظريات خاطئة للقيامة ؟

ب – الادعاء بأن يوسف الرامي نقل الجسد:
افترض كلاوزنر Joseph Klausner أن يوسف الرامي نقل جسد يسوع إلى مكان آخَر أكثر ملائمة، وقال البعض أن يوسف الرامي قد وضع جسد يسوع في قبره الخاص بصفة مؤقتة لأن السبت كان قد لاح على أن ينقله إلى مكان آخَر بعد انقضاء السبـت، وقال آخرون أن يوسف كان قد وضع جسد يسوع في قبره بصفة مستديمة، ولكنه اكتشف أن الزيارات الكثيرة ستتلف البستان وتؤدي إلى تبويره، ولذلك قام بنقله إلى قبر آخَر، ولو صح هذا الادعاء بأن يوسف الرامي نقل الجسد لسبب أو لآخَر فإننا سنقف أمام الأسئلة الآتية:

1ـ بعد أن مرَّ السبت كان الجسد ما زال موجودًا في القبر، بدليل أن الحراسة كانت قد تعيَّنت عليه، وهذا دليل على أن يوسف لم يكن قد أخذ الجسد بعد، وفي فجر اليوم التالي قام المسيح وخرج من قبره، وبالطبع لم يصل إليه يوسف الرامي بعد قيامته ليضعه في قبر جديد.

2ـ عندما ذهب يوسف الرامي إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع، فهو بهذا العمل استنكر واستهجن عمل مجلس السنهدريم والأمة اليهودية، وهذا بلا شك أثار غضب واستياء واحتقار القيادات الدينية له، وفي كل هذا كان يوسف يقامر بمركزه الاجتماعي، فهل بعد أن ضحّى بكل هذا من أجل يسوع يلتفت إلى قبر ويستكثره على يسوع المسيح؟! ويقول فرانك موريسون المحامي: "فهل يُعقل أن يفرض على نفسه هذه العقوبات الشائنة من احتقار زملائه القدماء، وإثارة عداء الكهنة ضده، وعار اتباعه لنبي مصلوب مُهان. ثم يخلع عنه هذا الشرف ولم تمضِ عليه ست وثلاثون ساعـة؟ لا أظن هذا ما يسيغه العقل أو يُسلّم به علم النفس"(217).

3 ـ كان يوسف رجلًا مشيرًا شريفًا (مر 15: 43) كريمًا وقد تخلى عن قبره بإرادته وبطيب خاطر، ووهبه للسيد المسيح ليُدفَن فيه، فهل بعد هذا يتراجع فيما وهب ويسترد القبر ثانية، وأكثر من هذا يفعل هذا تحت جناح الليل، العمل الـذي يناسـب لصوص المقابر ويتعارض تمامًا مع كرامة وأخلاق يوسف الرامي؟!

4ـ من أين أتت الزيارات الكثيرة قبل القيامة والتلاميذ كانوا في رعبة الموت؟!.. لم يتجرأ على زيارة القبر سوى بضعة نسوة لا يزيد عددهنَّ عن أصابع اليد الواحدة، فهل هؤلاء النسوة الرقيقات كن سيتلفن البستان؟! وعندما ذهبن صباح الأحد لم يجدن الجسد لأنه قد قام، فهل كان يوسف الرامي نبيًا عَلِم بمَقدم هؤلاء النسوة ولذلك قام بنقل الجسد قبل أن يأتينَّ إلى القبر؟!

5ـ كيف استطاع يوسف الرامي سواء بمفرده أو بصحبة بعض أتباعه أن يحرك الحجر دون أن يحدث أي صوت في هدوء وسكون الليل البهيم، وحتى لا يستيقظ الحراس من غفوتهم على افتراض أنهم كانوا نائمين وهو افتراض صعب التحقق؟!

6ـ لو افترضنا أن يوسف وصل إلى القبر ونجح في دحرجة الحجر ودخل إلى أحشاء القبر فلماذا لم يحمل الجسد بالأكفان؟! لماذا جرَّد الجسد من الأكفان؟ وهل ليكفّنه بأكفان أخرى؟! يقول فرانك موريسون: "علينا أن نُصوّر لأنفسنا فريقًا من الناس يعملون على ضوء المصابيح أو المشاعل في ظروف تحيط بها صعاب جمة، يتحسَّسون طريقهم في مناطق معتمة وراء أسوار المدينة حاملين بين أيديهم جسدًا ثقيلًا ـ ربما لمسافة بعيدة ـ لإيداعه مثوى آخَر. ونحن نتصورهم يُعنَون أولًا بتجريد الجسد من أكفانه، تاركين إياه في القبر، وبعد إما يلفونه في أكفان جديدة غير التي ابتاعوها وأنفقوا عليها في الدفن الأول، وإما ينقلون الجسد عاريًا إلى مثواه الأخير، ونتصوَّر أيضًا أنهم نسوا إغلاق القبر القديم، أو ربما لم يريدوا إضاعة الوقت في ذلك"(218).

7ـ ولو افترضنا أن يوسف نقل جسد يسوع إلى قبر آخَر فلماذا لم يخبر التلاميذ وذويه بهذا؟!، ولو افترضنا أنه لم يخبرهم بهذا، فعندما سمع أنهم ينادون بقيامته فلماذا لم يواجههم بالحقيقة، وأنه قد نقل جسده إلى قبر آخَر، وهو ما زال به للآن؟!
  رد مع اقتباس