9ـ استبدال السبت بالأحد:
س 35: هل كان من السهل تغيير يوم الرب من السبت للأحد؟
ج: كان اليهود يُقدَّسون يوم السبت حسب الوصية الرابعة، وبالغوا في تقديس هذا اليوم إلى حد خرافي، فالذي يحمل الأطراف الخشبية يكسر الوصية، والسيدة التي تحمل الحلي لتتزين بها تكسر الوصية، والذي يقتل برغوثًا يكسر الوصية لأنه يمارس نوعًا من الصيد.. إلخ، وكم هاجم اليهود السيد المسيح واتهموه أنه كاسر السبت لمجرّد أنه عمل أعمال خير ورحمة في السبوت، ولكن الأمر المُدهش أن التلاميذ وهم من اليهود قد استبدلوا السبت بالأحد، وهذا كان أمرًا مستحيلًا.. فما هو الحدث القوي الذي دفعهم إلى هذا التغيّير؟! إنه قيامة السيد المسيح في فجر يوم الأحد، ويقول د. ديني: "كلما مرَّ يوم أحد يُجدّد اليقين بالقيامة، فإن المبايعة الحاسمة للدين الجديد تمت في ذلك اليوم، وحادثة القيامة لا يعتريها الشك، لأنها غيَّرت يوم الراحة اليهودي"(209).
10ـ الاحتفال بعيد القيامة:
س 36: هل الاحتفال بعيد القيامة منذ القرون الأولى؟
ج: ترك اليهود الذين آمنوا بالمسيحية أعيادهم اليهودية التي كانت محفورة في حياتهم، وعيَّدوا أعيادًا جديدة خلاصيَّة تخص خلاصنا من مملكة الظلمة بواسطة الرب يسوع، فعيدوا لميلاد السيد المسيح وصلبه وقيامته وصعوده.
ويشمل قداس عيد القيامة تمثيلية القيامة حيث تُطفأ الأنوار فيسود الظلام علامة على الظلام الذي كان يسود العالم قبل تجسُّد السيد المسيح وصلبه وقيامته، ويدور حوار عن القيامة مستمد من ترنيمة داود النبي في المزمور: "ارفَعْن أيتها الأرتاجُ رؤوسَكُنَّ وارتَفِعْنَ أيتها الأبواب الدّهريَّات، فيَدخُلَ مَلِك المَجد. مَن هو هذا مَلِك المجد؟ الربُّ القَدِيرُ الجَبَّار، الربُّ الجبَّار في القتال. ارفَعْن أيتُها الأرتَاج رؤوسَكُنَّ، وارفَعْنَها أيتها الأبواب الدَّهريَّات، فيَدخُل مَلِك المَجْد. مَن هو هذا مَلِك المَجد؟ ربُّ الجُنود هو مَلِكُ المجد" (مز 24: 7 ـ 10)، ثم تضاء الأنوار علامة على قيامة السيد المسيح ونصرته على ظلمة قبر الخطية، وفي يوم عيد القيامة يتبادل المسيحيون تحية القيامة " اخرستوس أنستي ".. " أليسوس أنستي ".. أي: " المسيح قام ".. " بالحقيقة قام".
ويقول المؤرخ الشهير يوسابيوس في القرن الرابع: إن أسقف أزمير زار أسقف روما سنة 160م لمناقشة تحديد موعد القيامة، حيث كان يتم الاحتفال بعيد القيامة مرة واحدة كل ثلاثة وثلاثين عامًا بعدد سني السيد المسيح على الأرض، فكان الإنسان يتمتع بعيد القيامة مرة أو مرتين في حياته كلها، ولذلك بإرشاد من الروح القدس وضع البابا ديمتريوس الكرام الثاني عشر من باباوات الإسكندرية نظام الأبقطي، وأصبحت الأعياد السيدية تُقام سنويًا، وكان بابا الإسكندرية هو الذي يحدد عيد القيامة من كل عام وهو يوافق يوم الأحد الذي يعقب الفصح اليهودي.
ولم تكتفِ الكنيسة بهذا بل رتبت على مدار الأسبوع تذكار التآمر على صلب المسيح يوم الأربعاء، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وتذكار صلبه يوم الجمعة وتذكار قيامته يوم الأحد، وليس هذا فقط بل على مدار اليوم الواحد نذكر قيامة المسيح في صلاة باكر، ونذكر صلبه في صلاة الساعة السادسة (12 ظ) وتسليمه للروح في صلاة الساعة التاسعة (3 ب. ظ) ونزوله من على الصليب في صلاة الغروب، ودفنه بالقبر في صلاة النوم.