عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 12 - 2021, 02:59 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل حقًا نزل السيد المسيح إلى الجحيم؟



* القديس أثناسيوس الرسولي: يقول: "هرب نور النهار، وترك العالم في ظلمة يحسس، وهذا كله كان من قبل أن يغلق المسيح عينيه، وأشرق نوره في الجحيم بسرعة، نزل ربنا إلى الجحيم بروحه لا بجسده، فقلق الجحيم واضطرب من أساسه، ضبط كل الأرض لئلا تهلك قبل أوانها. أهرق دمه على الأرض فحفظها هي ومَن فيها، وترك جسده معلّقًا على الصليب في الهواء.. وبروحه نزل إلى الجحيم وسبى من هناك المسبيين في الجحيم، وضبط كل الخليقة، وجسده أقام الموتى الذيـن على الأرض، ونفسه المقدَّسة حلّت أنفس الذين في الجحيم، وفي تلك الساعة التي كان جسد الرب على الصليب، انفتحت القبور وأبصره بوابو الجحيم فهربوا، وتحطَّمت الأبواب النحاس وتكسَّرت المتاريس الحديد، وحلَّت نفسه المقدَّسة أنفس الأبرار التي في الجحيم"(182).

* القديس كيرلس الأورشليمي: قال: "لقد ارتعب الموت عندما فوجئ بزائر جديد ينزل إلى الجحيم، دون أن يكون مربوطًا بالسلاسل. لماذا فزعتم يا حراس الجحيم عندما رأيتموه؟ ولماذا تملكتكم الرعدة؟! لقد هَرب الموت فانفضح ضعفه! وأسرع الأنبياء القديسون نحو الرب. موسى واضع الناموس، وإبراهيم وإسحق ويعقوب، وداود وصموئيل، وإشعياء، ويوحنا المعمدان الذي شهد له عندما سألوه: "أنت هو الآتي أم ننتَظر آخَر" (مت 11: 3).. لقد افتدى كل الأبرار الذين ابتلعهم الموت. لأنه هكذا يليق بالملك الذي أنبأوا عنه أن يخلص أنبياءه هؤلاء.. فقال كل منهم: "أين شوكَتُك يا موت؟ أين غلبَتُكِ يا هاوية؟" (1كو 15: 55)"(183).

* الأنبا ساويرس أسقف الأشمونين: يقول: "وبعد تسليم الرب يسوع الروح على عود الصليب في الحين الذي أراده كمشيئته الصالحة، مضت نفسه وهي متحدة باللاهوت إلى الجحيم وحلَّت وثاق الأنفس"(184). وقـال أيضًا: "لما أكمل الرب كل تدبيره الحسن سبى الجحيم وأخرج الأنفس المحبوسة هناك وفتح باب الفردوس وأعاد آدم إلى رتبته الأولى"(185).


ومن ضمن اعتراضات البروتستانت على هذه العقيدة ما ذكره وليم باركلي في شرحه لرسالة بطرس الأولى (3: 18 ـ 20) إذ يُعلِّق على كرازة السيد المسيح للأرواح التي في السجن فيقول: "إن هذا يعني أن السيد المسيح كرز في زمن نوح نفسه للخطاة، أي أن السيد المسيح كان يكرز ويبشر للناس الأشرار في أيام نوح بالروح، وإن السيد المسيح لم يكرز لهم بعد أن ماتوا وذهبوا إلى الهاوية فـي الفتـرة ما بين موته وقيامته" (تفسير رسائل القديس بطرس الرسول ص 262).

وتجاهل قول الإنجيل: "مُماتًا في الجَسد ولكن مُحْيى في الروح، الذي فيه أيضًا ذَهَب فكَرَز للأرواح التي في السّجن" (1بط 3: 18) فيوضح أن الكرازة حدثت بعد موت السيد المسيح على الصليب: "مماتًا في الجسد" وليس المقصود بالكرازة هنا أن هناك فرصة أخرى لمن مات في خطاياه، ولكن معنى الكرازة هنا البشارة بالخلاص لمن مات تائبًا على رجاء الخلاص، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ولا يوجد دليل كتابي واحد يثبت أن السيد المسيح نزل أيام نوح وبشر بروحه البشر ولم يقبلوا بشارته.

ومن اعتراضات البروتستانت أيضًا أن بعضهم ادَّعى أن الذي ذهب إلى الجحيم ليكرز للأرواح هو أخنوخ وليس السيد المسيح، ففي ترجمة "موفات" قال: "إن المسيح قد مات بالجسد ولكنه أُحيي في الروح الذي فيه أيضًا ذهب أخنوخ وبشّر للأرواح التي في السجن إذ عصت قديمًا حين كانت أناة اللَّه تنتظر في أيام نوح إذ كان الفُلك يُبنى"، وأيد هذا الـرأي "رنـدل هارس" الـذي قال أن حكمة "أخنوخ" سقطت من كاتب النص ولذلك وجب إعلانها ثانية.

ونحن نرفض تمامًا هذا الفكر الغربي الذي يعطي لنفسه الصلاحية في تغيير النص الإنجيلي، فليس من حق موفات ولا رندل تغيير النص الإنجيلي بحسب هواهما، وليرجعوا إلى كتابهم البروتستانتي: "نظام التعليم في اللاهوت القويم" الذي يعترف صراحة أن السيد المسيح نزل بروحه إلى الجحيم، وقال القس وديع ميخائيل صاحب الكنيسة المعمدانية الكتابيـة الأولى: "ولنذهب معًا إلى (أع 2: 27) وهنا نرى بوضوح تام أن نفس المسيح قد ذهبت إلى الهاوية بعد موته على الصليب"(186). وبهذه الآراء وغيرها يتضح أن البروتستانت ليس لهم رأي واحد في هذه العقيدة مثلها مثل كثير من العقائد الثابتة في الكنيسة منذ القرون الأولى.. لنسرع الخطى يا أحبائي في طريق الملكوت ولندع المحتجون يحتجون.
  رد مع اقتباس