11ـ ليصالح الإنسان مع اللَّه:
يقول نيافة الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ: "هل السيد المسيح يمثل اللَّه في وسط البشر أم يمثل البشر أمام اللَّه؟ بالطبع هو الأمران معًا في وقت واحد. هو ابن اللَّه وهو ابن الإنسان في نفس الوقت. بدون التجسد كان السيد المسيح سيبقى ابنًا للَّه، والبشر هم أبناء الإنسان. ولكنه في تجسده وحَّد البنوة للَّه مع البنوة للإنسان إذ صار هو نفسه ابنًا للَّه وابنًا للإنسان في آن واحد. وأراد أن يجعل هناك صلة بين اللَّه والبشر.
متى تصل الصلة إلى ذروة هدفها؟ تصل الصلّة بين الأرض والسماء إلى ذروتها على الصليب.. فليس هناك شركة بين اللَّه والإنسان إلاَّ بيسوع المسيح وهو مُعلَّق على الصليب.. عندما ننظر إلى السيد المسيح على الصليب نقول هذا هو الطريق المؤدي إلى السماء وهـو نفسه يقول: "أنا هو الطّريق والحَقّ والحَيَاة" (يو 14: 6) كل إنسان ينظـر إلى ناحيـة الصليب لا بد أن ينظر ناحية السماء "وكما رَفَع موسى الحيَّة في البرّيَّة هكذا ينبغي أن يُرفَعَ ابن الإنسان" (يو 3: 14) فلا بد أن الناظر إليه ينظر إلى أعلى. هو مُعلَّق بين السماء والأرض. فحينما نراه نرى فيه اللَّه الظاهر في الجسد ونرى حب اللَّه المُعلَن للبشرية. وفي نفس الوقت حينما يراه الآب من السماء يرى فيه الطاعة الكاملة ورائحة الرضا والسرور التي اشتمها وقت المساء على الجلجثة. إذًا هو نقطة لقاء بين نظرنا نحن ونظر الآب السماوي. فالآب ينظر إليه، فإذا نظر كل منا إلى السيد المسيح فسوف يلتقي بالآب. بتعبير آخَر إذا كنت واقفًا بجوار الصليب والآب ينظر من السماء إلى الصليب فسيراك أنت تحته، وإذا أنت نظرت إلى الرب يسوع سترى الآب الذي يتقبل الذبيحة"(172).