عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 12 - 2021, 02:54 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: - لماذا اختار السيد المسيح موت الصليب بالذات؟

8 ـ ليموت علانية:
ويشهد موته جمهور من الشعب ومن الكتبة والفريسيين والكهنة ورؤسائهم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.. لقد استغرق تعليقَه على الصليب حتى موته ثلاث ساعات، وظل ميتًا على الصليب نحو ثلاث ساعات أخرى، فلو مات بالسيف أو بالحرق أو بالإغراق أو بالشنق فإن هذا لا يستغرق إلاَّ عدَّة ثوانٍ أو عدَّة دقائق. أما كونه يظل مُعلّقًا على الصليب هذه المدّة ويشهد الجميع لموته حتى الطبيعة الثائرة.. فليستد كل فم يدّعي أن المسيح تعرّض فقد للإغماء ولكنه لم يمت..

ويقول القديس أثناسيوس الرسولي: "وحتى ولو لم يكن به أي مرض أو وجع، وافترضنا أنه هو نفسه قام بإخفاء جسـده في زاوية أو في صحراء أو منزل، أو أي مكان آخَر، ثم بعد ذلك ظهر فجأة قائلًا أنه قام من بين الأموات، لترأى للجميع أنه يتكلّم بكلام هزيان، ولما صدّقوا ما قاله عن القيامة، لأنه لم يكن هناك أي شاهد على موته.

فالموت لا بد أن يسبق القيامة، لأنه لا يمكن أن تكون هناك قيامة ما لم يسبقها موت، فلو أن موت جسده كان قد حدث سرًّا في أي مكان ولم يكن الموت ظاهرًا، ولم يحدث أمام شهود، لكانت قيامته أيضًا مخفيَّة ولا يوجد دليل عليها. ولماذا يجعل موته سرًّا إن كان بعد ما قام أعلن قيامته جهرًا؟..

وكيف يكون لتلاميذه الجسارة على أن يتكلّموا عن القيامة إن كانوا لا يستطيعون أن يقولوا أنه مات أولًا؟ أو كيف يمكن أن يصدّق أحد قولهم أن الموت حدث أولًا ثم بعد ذلك القيامة لو لم يكن هناك شهود على موته من بين الذين يكلّمونهم؟

لأنه رغم أن موته وقيامته قد تما أمام الجميع فإن الفريسيين حينئذٍ لم يؤمنوا، بل أجبروا حتى أولئك الذين رأوا القيامة أن ينكروها، فلو أن هذه الأمور حديث سرًّا فما أكثر الحجج التي كانـوا سيخترعونها ليبرروا بهـا عدم إيمانهم"(تجسد الكلمة 23: 1 ـ 4)(169)


9ـ لكيما يظل جسده صحيحًا:
ويقول القديس أثناسيوس: "لم يمت موت يوحنا بقطع الرأس، ولا مات موت إشعياء بنشر الجسد، وذلك لكي يحفظ جسده غير منقسم وصحيحًا تمامًا حتى في موته، وحتى لا يكون هناك حجة لأولئك الذين يريدون أن يُقسّموا الكنيسة" (تجسد الكلمة 24: 4)(170).



10ـ لكيما يفدينا من اللعنة:
الخطية جلبت اللعنة، فعندما أخطأ آدم لعن اللَّه الأرض "ملعونَةٌ الأرض بسَبَبَك" (تك 3: 17) ولم يشأ أن يلعنه لأن منه سيأتي الفادي، وعندما أخطأ قايين لعنه اللَّه: "فالآن مَلْعُونٌ أنتَ من الأرض" (تك 4: 11) والموت الوحيد الذي يحمل في طياته اللعنة هو موت الصليب: "لأن المُعلَّق مَلعُونٌ من اللَّه. فلا تُنَجِّس أرضَكَ التي يُعطِيكَ الرب إلهُك نصيبًا" (تث 21: 23). وجاء السيد المسيح ليرفع اللعنة عن جنسنا، ولذلك ارتضى أن يُعلَّق على صليب اللعنة فيقول معلمنا بولس الرسول: "المسيح افْتَدانا من لَعْنَةِ الناموس، إذ صار لَعْنةً لأجلنا، لأنه مكتوبٌ: مَلعُونٌ كل من عُلّق على خشبةٍ" (غل 3: 13).

ويقول القديس أثناسيوس: "لأنه إن كان قد جاء ليحمل اللعنة الموضوعة علينا، فكيف كان ممكنًا أن {يصير لعنة} بأي طريقة أخرى ما لم يكن قد قَبِل موت اللعنة الذي هو {موت} الصليب؟ لأن هذا هو المكتوب "ملعونٌ كلَّ من عُلّق على خشبةٍ" (تجسد الكلمة 25: 2)(171).



  رد مع اقتباس