* القديس يوحنا الدمشقي (675 – 749م):
يقول: "إذًا فإن كلمة اللَّه نفسه قد احتمل الآلام في جسده، بينما طبيعته الإلهيَّة ـ التي لا تتألم ـ ظلّت وحدها عديمة الألم.. فإن النفس البشرية التي هي قابلة الآلام عندما يُجرَح الجسد، ولو كانت هي لا تُجرَح، فهي تشارك الجسد أوجاعه وآلامه. وأعلم بأننا نقول أن اللَّه يتألّم في الجسد ولا نقول أبدًا أن اللاهوت يتألم في الجسد" (المئة مقالة في الإيمان الأرثوذكسي 69)(164).
وقال أيضًا: "إذًا فإن المسيح، ولو كان قد مات بصفته إنسانًا وكانت نفسه المقدَّسة قد انفصلت عن جسده الأطهر، لكن اللاهوت ظـل بلا انفصال عن كليهما، لا عن النفس ولا عن الجسد، وأقنومه الواحد لـم ينقسم بذلك إلى أقنومين. لأن الجسد والنفس منذ ابتدائهما قد نالا الوجود في أقنوم الكلمة بالطريقة نفسها، وفي انفصال أحدهما عن الآخَر بالموت، ظل كل منهما حاصلًا على أقنوم الكلمة الواحد، حتى أن أقنوم الكلمة الواحد ظل أقنـوم الكلمة والنفس والجسد، فإن النفس والجسد لم يحظيا قط بأقنوم خاص لكل منهما خارجًا عن أقنوم الكلمة، وأن أقنوم الكلمة ظل دائمًا واحدًا ولم يكن قط اثنين، حتى أن أقنوم المسيح دائمًا واحد. وإذا كانت النفس قد انفصلت عن الجسد انفصالًا مكانيًا فقد ظلت متحدة به اتحادًا أقنوميًا بواسطة الكلمة" (المئة مقالة 71)(165).
* القديس ساويرس أسقف الأشمونين:
وهو من القرن العاشر الميلادي. يقول: "المسيح من جهة إنسانيته وتأنسه قابل للألم والعرض والتأثير والموت. ومن جهة أزليته ولاهوته غير ملموس وغير محسوس ولا يتألّم ولا مائت.. كالنفس المتحدة بالجسم أو كالنار المتحدة بالحطب. فإن الجسم يوصف بالموت والفساد والاستحالة وقبول التأثير والتجزؤ والانفصال والحلول في الأماكن.. وكذلك النفس لا توصف بأنها قُتِلت ولا مائت ولا جاعت ولا عطشت وإن كانت تتحد بالجسم الفاسد، المائت الجائع العطشان"(166).
_____