عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 12 - 2021, 02:50 AM   رقم المشاركة : ( 6 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المعركة الرهيبة على الصليب

* القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات:
قال: "لم يتألم المسيح أيضًا بمثال فنطسة (أي خيال) في الجوع والعطش، والتعب من المشي في الطريق كما ظن قوم، بل تألم بالجسد بالحقيقة ونقول عن الآلام كما يجب أنها له لوحده، لأنه تألم بالجسد الذي يتألم، وهو بذاته لا يعرف ألمًا لأنه غير متألم كإله.. جسد اللَّه الكلمة هو الذي تألم، وجوهر اللاهوت لم يخالطه الألم، الكلمة سُمّر بالجسد على الصليب، ولم يكن الكلمة خارجًا عن الجسد الذي تألم بإرادته، ولا كان غير راضي بالآلام التي نالت جسده، بل كان فرحًا بها"(158).



* القديس كيرلس الكبير:
شبّه آلام السيد المسيح بالحديد المحمّى بالنار، فمتى طُرق الحديد فهو الذي يتأثر أما النار فأنها لا تتأثر من الطَرق فيقول: "كيف يصبح الواحد نفسه غير متألم ومتألم في نفس الوقت؟ عندما يتألم في جسده لم يؤثر الألم في ألوهيته. هذا التدبير فائق ولا يستطيع عقل أن يسبر عمقه ومجده.. نؤمن أنه تألم في جسده دون أن يتألم في لاهوته. وكل محاولة لتشبيه الإتحاد بين اللاهوت والناسوت مهما كانت قاصرة وعاجزة عن أن تعلن الحق وتشرحه فإنها مع ذلك تظل هذه التشبيهات قاصرة على أن تبعث في العقل قدرة على تصوُّر الحقيقة وإدراك دقتها التي تفوق التعبير بالكلمات. فقطعة من الحديد أو أي معدن آخَر إذا اتصلت بنار مشتعلة تتحد بالنار وإذا طُرقت يترك الطَرق آثارًا على المعدن، أما طبيعة النار فهي تظل بعيدة عن التأثر. وهكذا نعتقد بأن الابن تألّم بالجسد دون أن يتألم بلاهوته" (المسيح واحد 104)(159).

وقال أيضًا: "أنه بسبب إتحاده بالجسد تألم بكل الإهانات لكنه احتفظ بما له من عدم الألم لأنه ليس إنسانًا فقط بل هو نفسه اللَّه. وكما أن الجسد هو جسده هكذا آلام الجسد ورغباته غير الدنسة وكل الإهانات التي وجهها البعض، كل هذا احتمله هو لأنه كان موجهًا ضد جسده الخاص به. قد تألم دون أن يتألم"(160).

كما قال القديس كيرلس الكبير أيضًا "نحن يا سادة نؤمن بالاتحاد بين الكلمة والناسوت، ونرى أن الآلام تخص الناسوت، ولكنه غير قابل للألم كإله. وإن كان قد تجسد وصار مثلنا إلاَّ أننا نعترف بألوهيته ومجده الفائق وعطاياه الإلهيَّة.

ونحن نضع الإتحاد كأساس للإيمان، ونعترف بأنه تألم في الجسد ولكنه ظل فوق الآلام لأن عدم التألم من طبيعته. وعلينا الاحتراس من فصل اللاهوت عن الناسوت، ومن التقسيم إلى طبيعتين أو فصل كل طبيعة عن الأخرى.. هو نفسه إله متأنس، والآلام تخصّ الناسوت أي تخصّه هو، لكن من حيث هو إله هو غير قابل للآلام. هذا هو الاعتقاد الصحيح الذي يجعلنا أتقياء، وهذه هي تعاليم الأرثوذكسية التي تجعلنا نتقدم وننمو"(161).



* القديس باسيليوس أسقف قيصرية:
قال: "هذه هي الأمانة التي نؤمن بها، أنه لم يُولَد بمثال بل بالحقيقة، ولم يتألم بمثال بل بالحقيقة، جاع وعطش ليس بمثال بل بحق، أكل وشرب مع العشارين والخطاة ليس بمثال بل بحق. كان يأكل ما يُقدّم له، أسلم ذاته أيضًا للصليب وسُمَّرت يداه وطُعن جنبه بحربة وخرج منه دم وماء.. فإننا نؤمن أن الغير جسد تجسَّد، والغير متألم تألم.. لا تخف الآن إذا سمعت أن اللَّه مات، ولا تفزع من الكُفّار المخالفين الغير فاهمين الدين، الذين يقولون كيف يموت الغير مائت. إنما عرفناه أنه غير مائت لمّا مات بالجسـد وقام، فلو لم يكن غير مائت ما أقام جسده، وكـان بقـى في المقبرة إلى الانقضاء"(162).



* البابا ديسقورس:
البابا ديسقورس يقول "إنني أعرف تمامًا إذ نشأت في الإيمان أن الابن المولود من الآب بكونه اللَّه، هو بنفسه مولود من مريم كإنسان، أنظره يسير على الأرض كإنسان، وخالق الطغمات الإلهيَّة كإله، نراه نائمًا في السفينة كإنسان وسائرًا في البحر بكونه اللَّه، نراه جائعًا كإنسان ويهب الطعام كإله، نراه عطشانًا كإنسـان ويروي الظمآن بكونه اللَّه، تجده مجرَّبًا كإنسان ويخرج الشياطين بكونه اللَّه، وهكذا في أمور كثيرة مشابهة"(163).

  رد مع اقتباس