عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 12 - 2021, 02:47 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المعركة الرهيبة على الصليب


ويعلّق يوليوس الأفريقي قائلًا: "إن العبرانيين يحتفلون بعيد الفصح يوم 14 للقمر.. وكسوف الشمس يحدث فقط عندما يأتي القمر تحت الشمس، وهذا لا يمكن أن يحدث إلاَّ في الفترة ما بين اليوم الأخير من الشهر القمري السابق واليوم الأول من الشهر القمري الجديد وليس في أي وقت آخَر"(145).

وأشار العلامة ترتليان لشهادة فليجون وتاليوس قائلًا: "إنه في نفس الساعة التي أسلم فيها المسيح روحه (الإنسانية وليس اللاهوت) على الصليب اختفى ضوء النهار والشمس في أوج إشراقها وأنتم أنفسكم (أيها الرومان) لديكم وصف لأعجوبة العالم"(Apology 21) (146)

أما ديوناسيوس الأريوباغي الذي كان عالمًا يونانيًا في علم الفلك، ففي وقت صلب السيد المسيح كان في مدينة "هيرابوليس" بمصر يرصد النجوم، وعندما رأى الظلمة تغطي الأرض، ولم يجد لها تفسيرًا قال: "إما أن إله الطبيعة يتألم أو أن العالم أوشك أن ينهدم" وعندما عاد إلى أثينا وسمع بشارة بولس الرسول بالمسيح المصلوب القائم آمن بالمسيحية (أع 17: 34).

كما جاء في تقرير بيلاطس البنطي والي اليهودية إلى الإمبراطور طيباريوس قيصر عن هذه الظلمة يقول: "وعندما صُلِب كانت هناك ظلمة على كل الأرض، واختفت الشمس تمامًا وبدت السماء مظلمة على الرغم من أن ذلك كان بالنهار، وظهرت النجوم وكان ضوئها معتمًا في آن واحد، وكما أعتقد فإن عظمتكم لا تجهلون ذلك، لأنه أضيئت مصابيح في العالم كله من الساعة السادسة.. وبدا القمر مثل الدم ولم يضئ طوال الليل رغم أن البدر كان في تمامه. وناح أوريون Orion والنجوم أيضًا على اليهود للشر الذي فعلوه"(147).

وأشار إلى هذا التقرير العلامة ترتليان (145 ـ 220م) وأيضًا المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري (264 ـ 340م)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ويُعلّق القديس أثناسيوس على شهادة الطبيعة قائلًا: "لأنه جعل حتى الخليقة نفسها تخرج عن صمتها، فالأمر العجيب أنه في موته، أو بالحري في انتصاره على الموت وهو على الصليب، اعترفت كل الخليقة بأن من ظهر وتألم في الجسد لم يكن مجرَّد إنسان بل ابن اللَّه ومخلّص الجميع، فالشمس توارَت، والأرض تزلزلت، والجبال تشقَّقت، وارتعب كل البشر. جميع هذه الأمور أوضحت أن السيد المسيح الذي على الصليب هو اللَّه، وأن الخليقة كلها خاضعة كعبد له، وأنها شهدت برعبها لحضور سيدها. وهكذا أظهر اللَّه الكلمة نفسه للبشر بأعماله" (تجسد الكلمة 19: 3)(148).

ويقول القديس أثناسيوس أيضًا: "بل وأكثر من ذلك، ماذا يقولون عن المعجزات الأخرى لألوهيته، فأي إنسان أظلمت الشمس وتزلزلت الأرض عند موته؟ فأي من البشر الذين يموتون كل يوم منذ القديم وإلى الآن حدثت عند موته عجيبة كهذه؟!" (تجسد الكلمة 49: 24)(149).

وبعد موت السيد المسيح طعن واحد من العسكر جنبه بالحربة فخرج منه دم وماء. ويقول القديس يعقوب السروجي: "خرج الدم من جنب المسيح دلالة على أنه حي وخرج الماء دلالة على أنه ميت، وهنا العجب لأنه أين رأيتم إنسانًا يجود بروحه وهو حي إلاَّ ربنا.. إن المسيح كان حيًّا وميتًا في آن واحد لأنه مَن من الموتى نفخ عند موته في قرص الشمس فطفأ نوره؟ ومن منهم زعزع الأرض بصوت نزعه؟ ومن أقام الراقدين الذي شبعوا موتًا إلاَّ الذي صار واحدًا منهم. أو هو هذا لا غيره؟ ومن الذي ارتعب منه بوابو الهاوية حيث انقضَّت روحه كطائر ليزور الأنفس المعتقلة؟ ومن الذي ذابت أمامه أبواب الجحيم النحاسيَّة وتحطّمت متاريس الحديد؟ إلاَّ ابن البتول الذي لم يتسلّط عليه الموت بل مات مختارًا ليحل الموت بالموت"(150).

ويقول نيافة الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ: "السياط التي جُلِد بها السيد المسيح مصنوعة من سيور البقر وفي أطرافها عظم أو معدن، لذلك فقد مزَّقت الشرايين المحيطة بالقفص الصدري وأحدثت نزيفًا داخليًا. فلمَّا ضربه الجندي بالحربة كان الدم عندئذ يملأ القفص الصدري فسال الهيموجلوبين ثم البلازما ثم السوائل الخاصة بالأوديما. هذه التي عبَّر عنها ببساطة القديس يوحنا أنه بعدما طُعِن في جنبه بالحربة "خَرَج دَمٌ وماءٌ" (يو 19: 34) وقد رأى القديس يوحنا خواص الدم مفصولة لأن السيد المسيح كان قد أسلم الروح في الساعـة التاسعة، وعندما طعنه الجندي قُرب الغروب كان قد مضى حوالي ساعتين"(151).
  رد مع اقتباس