1ـ صورة الكفن سلبية (نيجاتيف):
عندما نستعمل فيلم التصوير تظهر عليه الصورة السلبية (نيجاتيف) وعند طبع الفيلم تظهر الصورة الإيجابية التي تمثل الواقع، والنيجاتيف تكون متعاكسة مع الأصل، فالمساحات السوداء في النيجاتيف عند الطبع تصبح بيضاء، والأجزاء البيضاء في النيجاتيف تصبح عند الطبع سوداء، والأجزاء الظاهرة في اليمين في النيجاتيف تظهر عند الطبع في اليسار والعكس صحيح، ولكن الأمر العجيب والذي يعتبر معجزة عظيمة هو أن الكفن المقدَّس قام بوظيفة الفيلم فظهرت عليه الصورة السلبية "النيجاتيف" والفيلم الذي تم تصويره ظهرت عليه الصورة الإيجابية التي تمثل الحقيقة، ومن الطبيعي أنه لا يستطيع أي إنسان أن يرسم صورة سلبية على الكفن بهذه الدقة المتناهية، حتى لو أمكن هذا فما الداعي لأن يرسم فنان صورة "نيجاتيف" غير واضحة المعالم على قماش الكتان؟!
2ـ صورة الكفن ثلاثية الأبعاد:
أي صورة عادية لا تصلح لعمل تمثال مجسَّم، فلكي يمكن عمل مجسَّم لا بد من وجود صورتين على الأقل أو أكثر، ولكن المعجزة في صورة الكفن رغم أنها صورة واحدة إلاَّ أنها تصلح لعمل تمثال مجسَّم للسيد المسيح.. كيف؟.. يقول العلماء بأن أي صورة ثنائية الأبعاد أي نقطة فيها لها بعدان فقط وهم Y، X ولكن صورة الكفن متميّزة بطريقة معجزية عن أي صورة أخرى، لأن أي نقطة فيها لها ثلاثة أبعاد وهىZ،Y، X وهذا يجعلها تصلح لعمل تمثال مجسَّم للسيد المسيح، وهذا ما صنعه العلماء إذ بمقاييس صورة الكفن وعلى ضوء الصورة أمكن صنع تمثال مجسَّم لربنا يسوع.
3ـ دقة الصورة من الناحية التشريحية:
قـام العالـم البيولوجـي الملحد "بول فيجنون" Paul Vignon وصديقـه "يفـز دلاج" Yves Delage أستـاذ التشريـح بجامعـة السوربون وعضو الأكاديميـة الفرنسيـة، بدراسـة الصـور التي التقطها سكوندوبيا، فآمن فيجنون وصار مسيحيًا بعد أن كان ملحدًا، وأثبت إيمانه في كتاب قال فيه: "لا يستطيع أي رسام مهما بلغت مهارته أن يصل إلى مثل هذا المستوى الهائل من الدقة التشريحية والباثولوجية الواضحة في صورة الكفن" Paul Vignon, The shroud of Gist London 1902 P30) (122)
ويقول الدكتور المعاصر "روبرت بيكلين" Robert Bucklin المسئول الطبي بولاية لوس أنجلوس في كتابه الذي طبعه سنة 1961م " إن شكل مختلف الجراحات في صورة الكفن يتفق في كل شيء مع ما يعرفه الطب الآن عنها من صفات. كما أن مسلك الدماء النازفة التي تظهر في الصورة هو نفس ما يحدث فـي الواقع مـن حيث خضـوع اتجاه السريـان لقـوة الجاذبية الأرضية" (Dr. Robert Backlin, The Medical Aspects of the crucifixion of Christ sindon) (123).
ومن أمثلة الدقة التشريحية أن المسمار يظهر في المعصم وهو المكان الوحيد الذي يمكن للمسمار إذا دق فيه أن يحمل جسد المصلوب، وقد دق المسمار في فراغ اسمه "فراغ دستوت " Space of Destot المحاط بثلاث عظمات، وحين دق المسمار أزاح العظمات الثلاث ونفذ دون أن يكسر أي عظمة وتحقق قول الكتاب "عَـظْـمٌ لا يُكْسَر مـنـه" (يو 19: 36) وعندما نفذ المسمار في فراغ دستوت أذى العصب الأوسط المسئول عن حركة الإبهام فجذب الإبهام نحو راحة اليد، هذا ما ظهر بوضوح في صورة الكفن.
كما أن بطن السيد المسيح ظهرت في الكفن منتفخة وهذا صحيح لأن المصلوب يموت نتيجة الاختناق Asphyxia لعدم القدرة على التنفس ويصاحب الاختناق حدوث انتفاخ بالبطن.
فلو افترضنا أن أحد الفنانين قد قام برسم هذه الصورة فهل يفهم هذا الفنان أثر نفاذ المسمار في فراغ دستوت وإيذاء العصب الأوسط؟! وجذب الإبهام نحو راحة اليد؟! وهل يفهم أن انتفاخ البطن يصاحب الميت بالصلب مع أن عقوبة الصلب كانت قد اختفت منذ القرن الرابع الميلادي على يد الملك قسطنطين؟!
4ـ عدم وضوح الصورة من قرب:
عندما يقف الإنسان على بعد ذراع من الصورة لا يستطيع أن يرى معالم الصورة، ولكن عندما يبتعد عنها يستطيع أن يراها. فهل يمكن لإنسان فنان أن يرسم صورة لإنسان وهو لا يرى ما قد انتهى منه وما بقيَ من الصورة؟!
5ـ عدم استعمال ألوان تلوين في الصورة:
رغم أنه تم التكبير 50000 خمسون ألف مرة لكن العلماء لم يعثروا على أي أثر لمواد التلوين، كما أن ألياف القماش غير ملتصقة معًا مما يثبت عدم استخدام الألوان، وقد استخدم العلماء أشعة أكس الفورية للكشف عن المواد التي تستعمل في الصبغات مثل: الحديد، والزرنيخ، والرصاص، فلم يجدوا أثرًا لمثل هذه المواد، وعندما استخدم العلماء التصوير بالأشعة ذات الطاقة المنخفضة لتحديد الكثافة السطحية في الأجزاء المختلفة من الكفن (حيث أن الكثافة السطحية تتأثر بمواد التلوين) فوجدوا أن هناك اختلافًا في الكثافة السطحية ولكنها غير مرتبطة بالأجزاء التي تظهر فيها الصورة، ولكنها مرتبطة بالتغيرات في سُمك القماش.
وأيضًا لم يستدل العلماء على وجود أي أثر للوسط اللازم للرسم مثل الشمع أو الزيت، فلو قام أحد الفنانين برسم هذه الصورة هل كانت تعجز أحدث الأجهـزة في الكشف عن هذا رغم الاختبارات العديدة التي أجريت بأحدث الأجهزة؟!
ورغم فحص الصورة بأقوى وأعظم الميكروسكوبات فلم يعثروا على نقطة واحدة مشبعة باللون، فلو قام أحد الفنانين برسم الصورة أما كان يظهر بالصورة أجزاء مشبعة باللون أكثر من غيرها؟ أليست الأماكن التي تقف فيها فرشاة الفنان مدة أكبر تظهر مشبعة أكثر باللون؟!
وقام عالمان بتحليل صورة الكفن باستخدام الحاسب الالكتروني المتطور في كاليفورنيا (وهو نفس الحاسب الذي اُستخدم في فحص بعض الصور التي أخذتها إحدى سفن الفضاء الأمريكية لكوكب المريخ) فلم يعثروا على أي أثر لاتجاه ريشة الرسم على قماش الكفن في حالة استعمال فرشاة لهذا الرسم، فهل لو قام فنان برسم الصورة أما كان يظهر أثر الريشة التي استخدمها في الرسم واتجاه حركة يد الرسام؟!