7ـ النقود الأثرية:
أمر الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير (379 ـ 395 م) بصك دراهم ودنانير عليها الصليب والبسملة (بِاسم الآب والابن والروح القدس، إله واحد. آمين)، وأيضًا أمر الإمبراطور هرقل (610 ـ 641م) بضرب الدراهم والدنانير وقد ظهر على أحد وجهي العملة صورة الإمبراطور لابسًا التاج الذي يعلوه الصليب، وعندما دخل عمرو بن العاص إلى مصر، فرض الجزية على كل إنسان مسيحي ما عدا النساء والشيوخ والأطفال بمعدل دينارين لكل إنسان مسيحي من العملة البيزنطية التي أقرَّ التعامل بها، وفي السنة الأولى لولايته جمع 12 مليون دينار بيزنطي عليها علامة الصليب، وأرسل معظمها إلى بيت المال في المدينة، ولم يعترض عليها أحد من الصحابة، وظل التعامل بهذه العملات حتى عهد الخليفة عبد الملك بن مروان (685 ـ 705 م) الذي أمر بصك عملات عربية عليها صورته. ثم عادت العملة التي عليها الصليب إلى التداول أيام حرب الفرنجة، فضربوا في دمياط في 5 نوفمبر 1219م إلى 7 سبتمبر 1220م نقودًا عليها اسم دمياط باللاتينية، ويزينها صليب داخل دائرة، وفي عكا ضربوا عملات فضية وذهبية سنة 1250م على أحد وجهيها البسملة وعلى الوجه الآخَر ظهر صليب محاطًا بعبارة: "اللَّه واحد هو.. الإيمان واحد.. المعمودية واحدة" (راجع مجدي سلامة ـ الصليب وتساؤلات الأحفاد ص 98 ـ 100).
ومن حين إلى آخَر تكشف لنا الأرض عما في باطنها من نقود أثرية قد أودعتها طياتها منذ عصور طويلة، وتظهر نقود القرن الرابع وما بعده وعليها علامة الصليب، وقد نشرت جريدة الأهرام المصرية في الصفحة الحادية عشر بتاريخ 19/8/1978م أنه أثناء عمليات الحفر لإقامة سنترال بمدينة الشهداء بمحافظة المنوفية تم العثور على مجموعة من النقود الذهبية القديمة، وقرَّر السيد صلاح الدين عبد السلام مفتش الآثار بمنطقة وسط الدلتا أن النقود الذهبية عبارة عن دنانير من الذهب الخالص التي استعملها العرب قبل الإسلام، وقد رُسِم عليها الإمبراطور البيزنطي هرقل، وبجواره الإمبراطور قسطنطين، ويظهر على النقود رسم الصليب، وقد حضر لمكان الكشف المهندس سليمان متولي محافظ المنوفية، وتبين أن مكان الكشف عبارة عن تل قديم يطلق عليه تل سرسنا، وكان هذا التل يقع عند أطراف المدينة منذ عدّة سنوات، وبعد التوسُّع في الإنشاءات الجديدة أصبح يتوسط المدينة، فتقرَّر إزالته واستغلال مكانة في إقامة السنترال الجديد، وقد تم الاتفاق بين المحافظ وهيئة الآثار على عرض بعض الآثار المكتشفة في المتحف القومي في دنشواي، لإتاحة الفرصة لأبناء المحافظة في معرفة جانب من تاريخ مصر، والعملات التي كان يتم التعامل بها في فترة ما قبل ظهور الإسلام.
وفي سنة 1989م تم اكتشاف عملات ذهبية أثناء ترميم دير الأنبا شنوده رئيس المتوحدين غرب سوهاج، وظهر على هذه العملات رسمة الصليب.