عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 12 - 2021, 02:31 AM   رقم المشاركة : ( 9 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته

1ـ خشبة الصليب المقدَّسة:
تم اكتشاف خشبة الصليب المقدَّسة بواسطة الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين، وكانت هيلانة ابنة كاهن قرية "فجي" ببلاد السريان، وعندما كان "قسطنطنيوس كلاروس" في طريقه إلى بلاد فارس رآها وأُعجب بها، فخطبها من أبيها وتزوّج بها في مدينة الرها في النصف الثاني من القرن الثالث، وأنجب منها ابنه فلاديوس، وأليريوس أورلينون المعروف بالإمبراطور قسطنطين الكبير، وقد كرَّمها ابنها قسطنطين هذا، فأنعم عليها بلقب الملكة، وسمح لها بالتصرُّف في الخزائن الملكيَّة، فأجذلت العطاء للفقراء والمحتاجين، وأفرجت عن كثير من الأبرياء الذين احتضنتهم سجون روما، وأعادت الكثيرين من المنفى إلى بلادهم، ورغم أنها الملكة إلاَّ أنها كانت تواظب على الصلوات الطقسية بالكنيسة في خشوع وهي ترتدي ثياب بسيطة محتشمة، وكانت تختلط بجماهير الشعب الذي أحبها وأخلص لها (راجع مجدي سلامة ـ الصليب وتساؤلات الأحفاد ص 25).

وقد رأت الملكة هيلانة رؤيا تحثها على الذهاب إلى أورشليم للكشف عن صليب ربنا يسوع المسيح والقبر المقدَّس، وكان عمرها حينذاك سبعون عامًا، فجاءت إلى أورشليم بصحبة ثلاثة آلاف من الجنود كما ذكر ذلك المؤرخ يوسابيوس القيصري، والتقت بأسقف أورشليم القديس مكاريوس البالغ من العمر نحو ثمانين عامًا، وظلت تسأل عن مكان قبر المسيح، ورفض اليهود إرشادها، وكان هناك رجلًا يهوديًا طاعنًا في السن يُدعى "يهوذا" خبيرًا بأحداث وتواريخ المدينة، وعندما ضيقت عليه أخبرها بمكان القبر تحت معبد فينوس، فأمرت الملكة هيلانة بهدم المعبد وإزالة الأنقاض والأتربة التي كانت تشبه الهضبة، وفي شهر مايو سنة 326م تم اكتشاف القبر المقدَّس، ووُجِد داخله ثلاثة صلبان، مع اللافتة التي كانت مُعلَّقة على صليب المسيح "يسوع الناصري ملك اليهود" باللغات الثلاث العبرانية واليونانية والرومانية أي اللاتينية، وللآن نرى صور الصلبوت عليها لافتة مكتوب عليها I. N. R. I وهي الحروف الأولى من كلمات:Jeusus Nozarenus Rex Jadaeorum علمًا بأن حرف J لا يُستخدم في اللاتينية ولذلك اُستبدل بحرف I، وهذه اللافتة ما زالت محفوظة في روما محاطة بقالب من الطوب مقاسه 32 × 21 سم، ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم: "أنه حينما وُجِدت الصلبان الثلاثة ملقاة معًا لم يكن صليب الرب مجهولًا إذ وُجِد كما هو في الوسط وعليه العنوان"(119).

وأشار القديس مكاريوس بوضع الصلبان الثلاثة على ميت كان محمولًا ليُدفن، وذلك للتأكُّد من صليب المسيح، فأوقفوا النعش، ووضعوا عليه الصليب الأول ثم الثاني فلم يقم، ولمّا وضعوا عليه الصليب الثالث قام الميت في الحال، فتأكد الجميع أنه صليب ربنا يسوع فكرَّموه جدًا، ولفُّوه بالحرير، ووضعوه في تابوت من الفضة محلّى بالذهب، وكان طول القائم الرأسي للصليب 8’4 م، وطول القائم العرضي يتراوح بين 3’2 ـ 6’2م، وأمرت الملكة هيلانة ببناء كنيستين أحدهما فوق القبر المقدَّس وهي كنيسة القيامة، والأخرى فوق مغارة بيت لحم وهي كنيسة المهد، وأرسلت الملكة هيلانة إلى البابا أثناسيوس الرسولي ليدشّن كنيسة القيامة، فذهب إلى أورشليم ودشّنها سنة 328م ومعه بطريرك أنطاكية، واحتفلوا بخشبة الصليب المجيد، ورتبت كنيستنا القبطية يوم 17 توت كل عام للاحتفال باكتشاف خشبة الصليب.

وقد أرسلت الملكة هيلانة جزءًا من خشبة الصليب إلى ابنها قسطنطين في روما، وظلت هذه القطعة من الصليب المقدَّس في روما، وفي سنة 1144م بُنيت لها بازليكا الصليب المقدَّس في الفاتيكان، وجُدّدت بشكلهـا الحالية سنة 1743م في عهد البابا بندكت الرابع عشر، وهذا الجزء من خشبة الصليب ما زال موجودًا بها حتى الآن (The Vatican. P, 442).

ويذكر القديس كيرلس الأورشليمي أنهم كانوا يوزعون من خشبة الصليب المقدَّسة على الأمراء والعظماء الذين كانوا يزورون أورشليم، وكانوا يضعون بعض القطع في صلبان من الذهب والماس، فأكبر قطعة وُضِعت في صليب ذهب يُعرَف بصليب أورشليم، والتي تليها وُضِعت في صليب من الماس يُدعى صليب القسطنطينية، وفي سنة 885 م أهدى البابا مارينوس بابا روما الملك ألفريد جزءًا من الصليب، وفي رسالة من غريغوريوس أسقف روما سنة 599م إلى ريتشارد ملك أسبانيا أخبره بأنه أرسل إليه صليبًا بداخله قطعة من خشبة الصليب المقدَّسة، وفي رسالة أخرى إلى ملكة لمباروتر يخبرها بأنه أرسل إليها جزءًا من خشبة الصليب داخل صليب من الفضة (كنيسة العذراء محرم بك ـ عيد الصليب المجيد ص 19).

وفي سنة 1975م نُقِلت قطعتان صغيرتان من فرنسا إلى المقر البابوي بالقاهرة ومطرانية دمياط. ثم وصلت أجزاء أخرى إلى كنيسة السيدة العذراء محرم بك إسكندرية، وكنيسة العذراء والملاك غبريـال بحي بشر إسكندرية، كما يوجد جزء من خشبة الصليب أيضًا في الكاتدرائية التي اشترتها مطرانية بورسعيد من الكنيسة الكاثوليكية.

  رد مع اقتباس