كيرلس الأورشليمي (315 – 386م):
يقول في عظته سنة 346 داخل كنيسة القيامة: "لقد صُلِب المسيح حقًا ونحن إن كنا ننكر ذلك فها هي الجلجثة تناقضني، تلك التي نحن مجتمعون فيها الآن، وها هي خشبة الصليب أيضًا تناقضني، هذه هي التي تُوزع منها في كل أنحاء العالم"(90).
كما يقول: "فلا تخزى إذًا أن تعترف بالمسيح مصلوبًا، بل ليت إشارة الصليب تكون ختمًا نصنعه بشجاعة بأصابعنا على جبهتنا وعلى كل شيء، على الخبز وعلى كأس الشرب، وفي مجيئنا وذهابنا. قبل نومنا وعند يقظتنا، وفي الطريق إلى البيت"(91).
ويقول أيضًا: "فلنكرّم الصليب المقدَّس الذي أُعطينا أن نغلب به العدو اللئيم ونرشم به على جباهنا وقلوبنا وسائر أعضائنا لنطرد به الشيطان. الصليب علامة الرب وخاتمه الذي صار الخلاص لآدم وذريته من أسر أبليس عدونا.
الصليب هو موضوع فخرنا في هذه الحياة وهو علامة إيماننا.. بالصليب غلب قسطنطين الملك البار أعداءه وارتفع شأنه لما أظهر الرب له علامة الصليب مضيئة في السماء قائلًا له: "بهذه العلامة تغلب أعداءك"، فغلب، وصار الصليب قوة الملوك وعزاءهم ونصرتهم. يضعونه فوق تيجانهم لكي يباركهم ويؤيدهم وينصرهم"(92).
غريغوريوس أسقف نيصص (329 – 389م):
يقول "فالصليب عن طريق شكله الذي يمتد إلى الأربع جهات، ومن مركزه الذي يربط الكل معًا، حيث تخرج أربعة عوارض واضحة، ففي ذلك درسًا عن المسيح الذي في ساعة موته أحتمله باسطًا نفسه على الصليب حيث خطة اللَّه في الخلاص، لأنه هو نفسه الذي يجمع العالم كله ويربطه بتوافق إلى وحدة كاملة"(93).
vأمبروسيوس (339 – 397م):
قال "وعلينا حينما نستيقظ أن نشكر المسيح ونبدأ بتتميم أعمالنا اليومية بقوة الصليب"(94).
الشهيد كبريانوس:
يقول "تحصّنوا وسلّموا أنفسكم بكل جرأة برشم علامة الصليب على جباهكم"(95).
إيرونيموس (341 ـ 420م):
يقول "إن الصليب هو تلمذة للمسيح المصلوب، عندما أتحدّث عن الصليب فأنا لا أفكّر في مجرّد الخشبة، بل أفكّر في المغزى الأعمق للصليب، فالصليب صار معروفًا للعالم كله من أقصى العالم في الغرب وحتى الهند، ويأتي بعد ذلك مفهوم الصليب في الإنجيل {ومَن لا يَحْمِلُ صليبَهُ ويأتي ورائي فلا يَقْدِر أن يكون لي تلميذًا} (لو 14: 27) والمسيح سبقنا وحمل الصليب وتألّم من أجلنا، فإذا كان إنسان لا يقبل حمل الصليب فكيف يقدر أن يكون تلميذًا للمسيح؟"(96).
باسيليوس الكبير:
تحدّث عن علامة الصليب كنوع من التقليد المتوارث فيقول: "بخصوص المعتقدات والممارسات المحفوظة في الكنيسة والمُسلَّمة عمومًا، بعضها استلمناه كتابة، وبعضها الآخَر تسلّمناه كما وصلنا، في سر حسب تقليد الرسل، وكلا هذين التسليمين لهما نفس القوة فيما يختص بالدين.. وعلى سبيل المثال للنوع الثاني فلنأخذ المَثل الأول والعام، فمن الذي علّمنا كتابةً أن نرسم بعلامـة الصليـب؟ أو ما هي الكتابة التي علّمتنا أن نتجه في الصلاة ناحية الشرق"(97).
القديس مكاريوس الكبير:
يقول "يجدر بك أن تحمل الصليب مع مَن حمله، وتتألم مع من تألم، حتى تتمجَّد أيضًا مع مَن تمجَّد.. لأنه لا بد للعروس أن تتألم مع العريس، لكي تصير شريكة للعريس ووارثة معه، فإنه لا يُسمَح لأحد أن يدخل مدينة القديسين ويستريح ويملك مع الملك نفسه إلى أبد الدهور ما لم يتألم ويسلك الطريق الوعر الضيق الكرب"(98).