بوليكاربوس (65 – 155م):
وهو تلميذ يوحنا الحبيب، قال في رسالته إلى فيلبي: "يسوع المسيح سيدنا الذي تحمّل الموت من أجلنا وأقامه اللَّه، حالًا رباطات الجحيم" (1: 2).. "آمنوا بمن أقام سيدنا يسوع المسيح من بين الأموات وأعطاه مجدًا" (21: 1).. "فلنلتصق دائمًا برجائنا وعريس عدالتنا يسوع المسيح الذي حَمَل خطايانا في جسده على الخشبة" (7: 1) (راجع القس عبد المسيح بسيط ـ هل صُلِب المسيح حقًا وقام؟ ص 84) كما قال في نفس الرسالة: "احتمل حتـى الموت لأجل خطايانا، ولكن اللَّه أقامه ناقِضًا أوجاع الموت"(65). وقال أيضًا إن الذي "أقامه من الأموات سيُقيمنا نحن أيضًا إن كنا نفعل مشيئته ونسلك في وصاياه"(66).
وقال القديس بوليكاربوس: "مَن ينكر قيامة المسيح، فهو من أتباع الشيطان".
رسالة برنابا (100م):
جاء فيها "يا إخوتي إذا كان السيد المسيح قد احتمل أن يتألّم من أجل نفوسنا وهو رب المسكونة.. فكيف قَبِل أن يتألم على أيدي الناس" (5: 5).. " أنه هو الذي أراد أن يتألّم هكذا، وكان عليه أن يتألّم على الصليب" (5: 12).. "قد تألم ليحيينا بجراحه، فلتؤمن أن ابن اللَّه لم يتألم إلاَّ لأجلنا، وقد سُقيَ الخل والمرارة عندما صُلِب" (7: 2، 3) (راجع القس عبد المسيح بسيط ـ هل صُلِب المسيح حقًا وقام؟ ص84).
بليني الأصغر Pliny the Younger:
وهو الحاكم الروماني الذي أُرسِل إلى مقاطعة بثينيا ليعيد ضبط الأمور سنة 110م، وأُرسِل خطابًا إلى الإمبراطور تراجان يقول عن المسيحية: "إن هذا المذهب انتشر في كل مدينة وفي كل قرية، فقد هُجّرت هياكل آلهتنا مع مذابحها، ولهذا فقد ألقيتُ الشماسات في السجون لتعذيبهنَّ، وكان رد الفعل هو صلواتهن الحارّة.. وعادة يجتمع المسيحيون قبيل الفجر في يوم مُحدَّد لإكرام المسيح إلههم بالترانيم" (انظر كتاب الآب بولس إلياس اليسوعي ـ يسوع المسيح شخصيته، تعاليمه، ص 12، 13)(67).
يوستين الشهيد (100 – 165م):
في دفاعه دافع عن القيامة لأن المعاصرين له كانوا يرفضون فكرة القيامة بشدة باعتبار أن الجسد شر والقيامة مستحيلة، وقال أن اليونانيين يتهمون المسيحيين بالجنون "وهم يقولون أن جنون المسيحيين مصدره هو أنهم يضعون إنسانًا مصلوبًا في المقام التالي بعد اللَّه الأبدي وغير المتغير وخالق الكون" (الدفاع الأول فصل 13: 4)(68).
وفي حواره مـع تريفو يقـول "لأنه حقًا بقي المسيح على الشجرة (الصليب) حتى المساء تقريبًا ودفنوه في المساء وفي اليوم الثالث قام ثانية" (69) وفي كتابه عن القيامة قال: "لماذا قام (المسيح) في الجسد الذي تألم به إلاَّ لكي يبيّن قيامة الجسد؟ وتأكيدًا لهذا، فعندما لم يعرف تلاميذه إن كان قد قام بالجسد حقًا.. وكانوا ينظرون إليه بشك قال لهم: أليس لكم إيمان حتى الآن؟ انظروا إني أنا، وسمح لهم أن يجسُّوه ويروا آثار المسامير في يديه، وعندما اقتنعوا تمامًا أنه هو نفسه وفي الجسد، سألوه أن يأكل معهم كي ما يكونوا أكثر يقينًا، أنه قام في جسده الحقيقي، فأكل شهد عسل وسمك"(70).
كما قال أيضًا: "في يوم الأحد يجتمع الذين يعيشون في المُدن والمقاطعات سويًا في مكان واحد، لقراءة مذكرات الرسل وكتابات الأنبياء، لأنه اليوم الأول من الأسبوع الذي قام فيه مُخلصنا من الأموات"(71).