اكليمنضس الروماني (30 – 100م):
يقول في رسالته: "لنركّز أنظارنا على دم المسيح متحققين كم هو ثمين لدى أبيه، إذ سفكه لأجل خلاصنا، وقدّم نعمة التوبة للعالم كله"، كما قال: "لنكرم الرب يسوع الذي قدّم دمه لأجلنا"، وأيضًا قال: "وقد صار الرب يسوع باكورة القائمين من الموت" (راجع القس عبد المسيح بسيط ـ هل صُلِب المسيح حقًا وقام؟ ص 83).
وقال القديس اكليمنضس أيضًا: "لنتأمل دم المسيح، ولنعرف قيمته التي تفوق كل قيمة، فإنه ليس مثل دم الشهداء الذين يموتون من أجل الدفاع عن الحق (وإن كان دم هؤلاء غاليًا وثمينًا في أعيننا) بل أنه دم المحبة الإلهية المعروفة قبل إنشاء العالم للتكفير عن خطايانا"(58).
أغناطيوس الأنطاكي (50 ـ 115م):
وهو تلميذ بطرس الرسول عندما قبض عليه الإمبراطور تراجان وطلب منه أن ينكر المسيح، فرفض متمسكًا بإيمانه بالمسيح فقال له تراجان: "هل تُعني ذلك الذي صُلِب بأمر بيلاطس؟" فهذه شهادة غير مقصودة من الإمبراطور تراجان عما كان متعارف عليه حينذاك على مستوى العالم كله.
وفي رسائله التي أرسلها وهو في طريقه إلى روما قال: "لو لم يمت المسيح فعـلًا، لما كنت أحتمل القيود، وأُسلم نفسي للموت لأجل اسمه" (راجع د. فريز صموئيل ـ موت أم إغماء ص 107، 121).
وأيضًا جاء في رسائله وهو في طريقه إلى روما للاستشهاد: "صُلِب المسيح في حكم بيلاطس البنطي، ومات فعلًا تحت بصر السماء والأرض وما تحت الأرض، وقـام في اليوم الثالث. حُكِم عليه في الساعة الثالثة (أي 9 صباحًا) من يوم الاستعداد، ونُفّذ الحكم في الساعة السادسة (12 ظ) وفي الساعة التاسعة (3 ب. ظ) أسلم الروح، ودُفِن قبل غروب الشمس، وبقيَ يوم السبت في قبر يوسف الرامي.. ومع أنه الديان أدانه اليهود زورًا وحكم عليه بيلاطس ظلمًا، وجُلِد وضُرِب على خده، وتُفِل عليه، ولبس تاجًا من شوك وثوبًا أرجوانيًا، وصُلِب فعلًا، لا بالخيال ولا بالمظهر ولا بالخداع. لقد مات حقًا ودُفِن، وقام من بين الأموات"(59). وقال في رسالته إلى أفسس: "إن روحي هي ضحية الصليب، والصليب هو عثرة لغير المؤمنين، أمّا لنا نحـن فهو خلاص وحياة أبدية" (18: 1)(60).
وفي رسالته إلى سميرنا قال: "أنا أؤمن أنه بعد القيامة كان ما يزال له جسد، وأؤمن أنه هكذا الآن"(61).
وقال القديس أغناطيوس أيضًا: "نحن نؤمن أن المسيح مـات عوضًا عنا من جهة الناسوت، لكنه لم يمت من جهة اللاهوت، لأن اللاهوت غير قابل للموت"(62).. "يوم الرب هو الذي نهضت فيه حياتنا بواسطة قيامة المسيح من بين الأموات"(63).. "إن المسيح تألم لأجل خطايانا، وقام في اليوم الثالث لأجل تبريرنا"(64).