تاسيتوس المؤرخ الروماني (56 – 120م):
وُلِد تاسيتوس ما بين 52 ـ 55م، وصار حاكمًا لأسيا سنة 112 م. ووصل إلى رتبة قاضي القضاة، وكتب تاريخ الإمبراطورية الرومانية فكتب "الحوليات" منذ موت أغسطس قيصر سنة 14م إلى موت نيرون سنة 68 م.، وكتاب "التواريخ" من موت نيرون إلى موت دوميديان سنة 69 م. في ستة عشر مجلدًا، وقال أن نيرون لكيما يُبعد عنه شبهة حريق روما سنة 64م اتهم المسيحيين وأذاقهم عذابات وحشية "إن كل العون الذي يمكن أن يجيء لإنسان، ولا كل الهبات التي يمنحها أمير، ولا كل الكفارات التي تمنحها الآلهة، يمكن أن تعفي نيرون من جريمة إحراق روما، ولكن لكي يقضي على كل هذه الإشاعة اتهم الذين يُدعَـون مسيحيين ظلمًا، بأنهم أحرقوا روما، وأوقع عليهم أشد العقوبات، وكان الأغلبية يكرهون المسيحيين. أما المسيح -مصدر هذا الاسم- فكان قد قُتِل في عهد الوالي بيلاطس البنطي حاكم اليهودية أثناء سلطنة طيباريوس قيصر، وقد أمكن السيطرة على خرافته، لكنها عادت وانتشرت، لا في اليهودية فقط، حيث نشاهد الشر، ولكن في كل روما أيضًا" (tacettus Annals X V: 44)(53).
وقال البعض أن تاسيتوس قد استقى هذه المعلومات من الإشاعات المنتشرة حينئذٍ، والحقيقة لو أخذنا بهذا المبدأ فإننا سنطعن في التاريخ كله، ونشك في كل حادثة سجّلها المؤرخون ونقول أنها قد تكون إشاعة، وقال البعض ربما تكون هذه العبارات قد أُضيفت بأيدي أحد المسيحيين، وهذا إتهام مردود عليه أيضًا، لأنها لو أُضيفت بيد أحد المسيحيين ما كان يدعو المسيحية بالخرافة، ويقول د. فريز صموئيل "إن هذه الشهادة تحوي في طياتها ما يؤكد صدقها، فهي تحتوي على إتهام نيرون للمسيحيين بحرق روما، وهذا ما تؤكده كل كتب التاريخ"(54).