عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 12 - 2021, 02:20 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته

اسطفانوس رئيس الشمامسة:
قال لليهود أثناء محاكمته: "أي الأنبيَاء لم يضْطَهده آباؤكم؟ وقد قَتَلوا الذين سَبَقوا فأنبأوا بمَجيء البَارّ، الذي أنتم الآن صِرتُم مُسَلِّميه وقاتليه" (أع 7: 52).




بيلاطس البنطي:
وهـو الذي كـان واليًا على اليهودية خلال الفترة 26 ـ 36م، وهو الذي حكم على السيد المسيح بالصلب، وقد دُعيَ بالبنطي نسبة إلى بلاد بنطس مسقط رأسه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وهو يعتبر الوالي الخامس على اليهودية، وقيل أنه نُفيَ إلى فيينا في بلاد الغال سنة 36م وانتحر هناك، وأن هناك نصبًا تذكاريًا ارتفاعه 52 قدمًا يدل على قبره (راجع "هذا إيماني" ص 80 ـ مطرانية البحيرة ومطروح والخمس المدن الغربية).

وقد أرسل بيلاطس البنطي خطابًا إلى طيباريوس قيصر، وقد اكتشفه أحد العلماء الألمان سنة 136م، ومـا زال محفوظًا للآن في مكتبة الفاتيكان، وجاء فيه "ألقى الأوباش الهائجون القبض على يسوع، ولمَّا انسوا عدم الخوف من الحكومة إذ ظنوا مع زعمائهم إني جزع فزع من ثورتهم تمادوا في الصياح اصلبه اصلبه.. ثم طلبت وغسلت يدي أمام الجمهور مشيرًا بذلك إلى استهجان عملهم، ولكن لم يأتِ ذلك بثمرة، فإن نفوس هؤلاء الأشقياء ظمآنة لقتله.. فقلت له (أي ليوسف الرامي) قد أجبت طلبك وفي الحال أمرتُ ماتليوس أن يأخذ بعض عساكر معه ليلاحظ ويباشر دفنه لئلا يتعرّض له أحد.. وبعد ذلك بأيام قليلة وُجِد القبر فارغًا وأذاع تلاميذ يسوع في أطراف البلاد وأكنافها أن يسوع قام من الموت كما كان قد تنبأ"(47).

وقد أشار لهذا الخطاب الشهيد الفيلسوف يوستين سنة 139م في دفاعه الذي كتبه للإمبراطور أنطونيوس بيوس فقال: ".. ثقبوا يديَّ ورجليَّ. وصف للمسامير التي تثبتت في يديه ورجليه على الصليب، وبعد صلبه اقترع صالبوه على ثيابه وقسموها بينهم. أما صدق هذا كله يمكن أن تجدها في (الأعمال) التي سجلها بيلاطس البنطي"(48).

كما قال يوستين أيضًا: "إن موت المسيح كان له تأثير عظيم في نفوس الذين صلبوه، حتى أن بيلاطس الوالي أشار إلى طيباريوس قيصر بحفظ قضية المسيح في سجلات روما"(49).

وفي سنة 196م أشار العلامة ترتليان في دفاعه عن الإنسان المسيحي أمام الحاكم الروماني في أفريقيا إلى خطاب بيلاطس هذا (برهان يتطلب قرارًا ص 160) وكذلك القديس يوحنا الذهبي الفم (الكتاب المقدَّس والآثار ص 8) كما جاء نص الخطاب في مجموعة آباء قبل نيقية مجلد 8 ص 462 ـ 463) وفي فبراير 1892م نشرت هذا الخطاب باللغة الإنجليزية مجلـةZion s Watch Tower.

أما في رسائل بيلاطس البنطي إلى سنيكا Seneca الفيلسوف الروماني فقد أفاض الوالي في الحديث عن يسوع ونهاية حياته بالصلب ففي الرسالة الحادية والعشرين التي حرَّرها بيلاطس يوم الجمعة أثناء المحاكمات، ولم يكن قد تحدَّد بعد موقف يسوع كتب يقول: "وفي الليلة الفائتة تم القبض على يسوع بمعرفة مندوبين عن السنهدريم تعززهم فرقة من جنودنا، واليوم انتشرت الأخبار بأنه قد تم الاتفاق بين الحاكم وبين مجلس السنهدريم ـ على حد قولهم ـ على أنه من الأفضل التخلُّص من يسوع، ولهذا الاتفاق وزنه وأثره حتى إذا كان اليهود الغيورون يكرهون السنهدريم.

ومرت حادثة القبض عليه بغير مضايقات، ويسوع نفسه لم يبد أقل مقاومة، أما أتباعه فقد هربوا. واعتقد أن معظمهم قد كرّوا عائدين إلى منازلهم.

بعد هذا مضوا بالسجين إلى بيت رئيس الكهنة حيث قام قيافا مع بعض كبار الكهنة بفحصه حتى الصباح.. لهذا تجدهم (الكهنة) يمضون في اتهامه بالعمل ضد الناموس بقصد ضمان تأييد الجماهير لهم في الوقوف ضده مستغلين مهاجمته لهم علنًا في الهيكل وعلى رؤوس الأشهاد، وأعتقد أنهم سيتهمونه بأنه قال أنه هو المسيا المنتظر مع أنهم لا يملكون الدليل على صدق ما يقولون ولكنهم لم يعجزوا عن الإتيان بالأدلة اللازمة..

أمرت بإرسال أنتيباس (هيرودس) باعتباره واحدًا من رعايا الجليل ليتصرّف معه كمخلّ بالأمن، بدأ نشاطه في ولايته، لكنه أعاده إليَّ بالتالي برد مهذّب يطلب مني أن أتصرّف في الأمر بمعرفتي لأن الرجل قد قُبِضَ عليه في أورشليم.

لا زال "كريتو" ينتظر أن أفرغ من كتابة هذه الرسالة لكي يحملها إليك.. "(50).

وفي الرسالة الثانية والعشرين كتب بيلاطس البنطي لسينيكا يقول: "أرى لزامًا عليَّ أن أكمل الرسالة التي بدأت في كتابتها إليك هذا الصباح. بعد أن مضى من عندي "كريتو" رسولك حاملًا ردي ومُحمَّلًا بتحياتي إليك تفاهمت مع ماركيوس على جميع الترتيبات العسكرية اللازمة الخاصة باحتفالات عيد الفصح والتي ستبدأ في الغد..

بعد أن تمّت محاكمة يسوع ومواجهته بالاتهام حَكَمت عليه بالموت صلبًا، وتم بالفعل تنفيذ الحكم فيه هو واثنين آخرين سَبَقت محاكمتهما والحُكم عليهما، وكانا في انتظار دورهما في التنفيذ، وأعتقد أن هذا درس لازم خصوصًا في الفصح ليكون عبرة لكل واحد من هذا الجمع المحتشد هنا.

وكالمعتاد تم دفن جسد يسوع في نفس اليوم وقبل حلول السبت الذي يبدأ بعد الغروب، وقد طلب السنهدريم الترخيص بدفنه بعد الظهر. وها هو الجو قد خلا لهم فليفعلوا ما يريدون، وكل شيء انتهى قبل أن يبدأوا احتفالهم بعيد الفصح، ومن جانبي اتخذت كل الإجراءات اللازمة لقمع أي حركة قد تحدث.


وعندما قال أحد الكهنة أنه يتهجم على ديانتهم بادرت بإسكاته، لأنه كما أنهم لا يسمحون لنا بالتدخُّل في أمور ديانتهم، هكذا يجب ألا نسمح لهم بإقحام ديانتهم في إجراءات اتخذتها الدولة، فيسوع متهم سياسي لأنه يعلن نفسه ملكًا وهو بهذا يقاوم قيصر، ويستوي إن كانت هذه المقاومة بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وهذا أمر يخصّنا نحن ولا شأن لهم به. فليتخاصموا معًا على يهوه كما يشاؤون، وليفعلوا في هيكلهم ما يفعله المصريون في معبد إيزيس ، فكل هذا لا شأن لنا به، ولكن إن حدث في الهيكل أي شغب فعندئذٍ يصبح الأمر من اختصاصنا وعلينا أن نتحرّك.

لم يستطع يسوع أن ينكر اتهامنا له بالإخلال بالأمن، ولما سألته ـعن طريق ألكساندرـ عما إذا كان فعلًا يدَّعي أنه المسيا المعيّن لخلاص الأمة أجاب "هم يقولون إني أنا" مشيرًا إلى رئيس الكهنة والذين معه، وعندما سألته عما إذا كان يعتبر نفسه ملك اليهود قالي لي: "أنت تقول".

وهذه اتهامات خطيرة وأخطر من الاتهام الذي اتخذه أنتيباس ذريعة لإعدام يوحنا المعمدان، لأنه كون المسيا يعني زوال سلطاننا نحن الرومان، وزوال سلطان الكهنة أيضًا، ولهذا فقد استندوا إلى ما كان ينادي به عن الملكوت الجديد وعن أشياء أخرى خاصة به لإثبات التهمة عليه، وقد تكفّل حنان وبعض من جلبهم لهذا الغرض بإبراز هذه الأقوال كما وعد من قبل.

وكانت إجابات يسوع المقتضبة تفيد أنه يعلم أننا راغبون في إلصاق التهمة به، وكان يتكلّم في جرأة بالغة ودون أدنى خوف أو اضطراب.. ورغم أنه كان يرى نفسه مُحاطًا بأعداء قد أعدّوا العدة لقتله، رغم هذا كان يقف صامدًا جامدًا كالصخر لا يلين..

في النهاية حكمت عليه بالموت، ولم يكن في استطاعتي أن أفعل غير هذا، فكل الطرق التي كانت أمامي كانت تؤدي إلى هذه النهاية برغم أن ألكساندر كان قد أخبرني أن يسوع منع الشعب من تنصيبه ملكًا عليهم مُستخدمًا في هذا كل قوته، كما أخبرني بأنهم اتهموه كذبًا لأنه لم يكن ينادي بأنه هو المسيا أو المُخلّص الذي ينتظرونه..

كما إن ألكساندر عرف من بعض أتباع يسوع أنه أوصاهم ألا يتحدثوا عنه باعتباره المخلص المنتظر الذي يتوقعه شعب اليهود..

ثم هنا شيء آخَر فاتني أن أذكره عن موضوع صَلب يسوع، لقد عُلِّقت على صليبه لافتة تحمل لقب: "ملك اليهود" وقد أثار هذا مشاعر الفريسيين الذين تمتلئ صدورهم برغبة جياشة في أن يوجد فعلًا ملك لليهود، إنه لمن دواعي سرورهم أن يروا حكم الرومان وقد إنزاح عن كواهلهم ليحل محله ملك اليهود، ملك من طراز آخر غير طراز هيرودس نصف اليهودي، ملك من دم يهودي خالص يحكم الولاية عن طريقهم ويسحق الصدوقيين.

لقد قابل هؤلاء الفريسيون اللافتة التي وضعتها على الصليب بغضب بالغ واستياء شديد، لأنها كانت تتضمن الإعلان بأننا أصحاب السلطان عليهم، كما أنهم اعتبروه تحقيرًا لهم وتصغيرًا من شأنهم أن يحمل مثل هذا المُجرم لقب "ملك اليهود" وعندما أعربوا عن اعتراضهم قابلت اعتراضهم بحزم وقلت لهم أن ما كتبتُ قد كتبتُ وأمرتهم بالانصراف.

وأنا متأكد أنهم بدأوا يعدون العدة للقضاء على يسوع منذ بدأ هو في مهاجمتهم وانتقاد تصرفاتهم. تبًا لهم هؤلاء الكهنة المستبدين، أنهم لا يطيقون أن يخدشهم أحد، وإن قام من يطالبهم بالحرص على المقدسات تحسسوا سكاكينهم، ولن يتورعوا عن قطع رقبته إذا ما تمادى في غيه وراح ينبئ الناس بسوء تصرفاتهم.

لقد مضى بي الاستطراد بعيدًا أيها العزيز سينيكا، ولهذا تجدني آسفًا وأكرر الاعتذار لك خشية أن أكون قد جلبت لك الملل بكل هذه التفاصيل التي ذكرتها لك عن يسـوع هـذا الشخص وهو ليس إلاَّ واحدًا من هؤلاء اليهود، لا أكثر ولا أقل"(51).
  رد مع اقتباس