بطرس الرسول:
الذي خاف وأنكر المسيح أمام جارية، عندما سرت فيه قوة القيامة وقف أمام كل اليهود قائلًا: "أيها الرِّجَال الإسرائيليُّون اسمعوا هذه الأقوال: يسوع الناصري.. هذا أخَذتُموه مُسلَّمًا بمشورة اللَّه المحتومة وعِلْمِهِ السَّابق، وبأيدي أثمَةٍ صلَبتُمُوه وقتلتموه. الذي أقامَه اللَّه ناقضًا أوجاع الموت، إذ لم يكـن ممكنًا أن يُمسَك منه" (أع 2: 22 ـ 24) وعقب شفاء الأعرج قال لليهود: "يسوع الذي أسلمتُمُوه أنتم وأنكرتُمُوه أمام وجْهِ بيلاطس، وهو حَاكِمٌ بإطلاقِهِ. ولكن أنتم أنكرتُم القُدُّوس البارّ، وطلبتُم أن يوُهَب لكم رَجُل قاتلٌ. ورئيس الحَياة قَتَلتمُوه، الذي أقامه اللَّه من الأموات، ونحن شهودٌ لذلك" (أع 3: 13 ـ 15)، ووقف أمام رؤساء الكهنة وقد امتلأ من الروح القدس قائلًا: "فليَكُن معلومًا عند جميعكُم وجميع شعب إسرائيل، أنه بِاسم يسوع المسيح النَّاصري، الذي صَلَبتُموه أنتم، الذي أقامَهُ اللَّه من الأموات" (أع 4: 10).
ولم يكفّ بطرس ومَن معه عن إعلان هذه الحقيقية حتى ضجر الرؤساء، فقال له رئيس الكهنة: "وها أنتم قد ملأتُم أورشليم بتعليمِكُم وتُريدُون أن تَجْلبوا علينا دم هذا الإنسان. فأجاب بطرس والرُّسـل وقالوا: ينبغي أن يُطاع اللَّه أكثر من الناس. إلـه آبائنا أقام يسوع الذي أنتم قتَلتُموه مُعلّقين إياه على خشبة" (أع 5: 28 ـ 30)، وشهد بطرس بهذه الحقيقة أمام الأمم، فقال في بيت كرنيليوس: "الذي أيضًا قتلـوه مُعلِّقين إياه على خشبةٍ. هذا أقامَهُ اللَّه في اليوم الثالث" (أع 10: 39، 40).
وفي رسالته الأولى تحدَّث مُعلمنا بطرس الرسول عن دم المسيح قائلًا: "عالِمِين أنكُم افتُديتُم لا بأشياء تفنى، بفضّةٍ أو ذَهبٍ.. بل بدَمٍ كَريم، كما من حَمَل بلا عَيبٍ ولا دَنَس، دَم المسيح" (1بط 1: 18، 19)، وذَكَر آلام وصلب المسيح قائلًا: "الذي إذ شُتِم لم يكن يَشتِمُ عوضًا، وإذ تألّم لم يَكُن يُهدّد بل كان يُسلّم لِمَن يقضي بعدل. الذي حَمَل هو نفسُهُ خطايانا في جَسَدِه على الخشبة، لكي نَموت عن الخطايا فنحيا للبرّ. الذي بجَلْدَتِهِ شُفيتم" (1بط 2: 23، 24).. "فإن المسيح أيضًا تألَّم مَرّة واحدة من أجل الخطايا، البارُّ من أجل الأثمة، لكي يُقرّبنا إلى اللَّه مُمَاتًا في الجسد ولكن مُحيي في الروح" (1بط 3: 18).