عرض مشاركة واحدة
قديم 03 - 12 - 2021, 12:40 AM   رقم المشاركة : ( 5 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أمثال السيد المسيح

سادسًا- أمثال السيد المسيح عن العلاقات مع الآخرين:
(أ‌) روح الغفران: كما في مثل العبد القاسي (مت 18: 23- 35)، فالمسيح هنا يشير إلي شفاعة روح عدم الغفران، ويوضح فكرة إن كان الله قد غفر لنا كل هذا، فيجب أن نكون علي استعداد أن نغفر لكل من يخطئون إلينا.



(ب‌) الموقف من القريب: كما في مثل السامري الصالح (لو 10: 25- 37)، فليكن لنا روح الاهتمام الصادق والمحبة للغير، ولنعتبر الآخرين أقرباء لنا، وإن لم يكن لهم علينا أي حق طبيعي.


سابعًا- أمثال السيد المسيح عن المكافآت:
يعلمنا مثل العمل في الكرم (مت 20: 1- 16) أن الله سيكافئ العمل الجيد، ولكن المكافأة ستكون حسب إراداته، فهو صاحب السلطان المطلق. فليس من حق أحد أن يطلب مكافأة عن خدمة قدمها لله. وهناك مثل مشابه في لو 17: 7- 10، فالمرمي الرئيسي منه، هو أن خادم الله لا يستطيع أن يطلب مكافأة لأنه فعل أكثر ما يجب.


ثامنًا- أمثال السيد المسيح عن مجيء المسيح ثانية:
هناك ستة أمثال ترتبط بمجيء المسيح ثانية. وهناك أمثال سنذكرها في القسم التالي تتعلق بالدينونة التي ترتبط بمجيئه. ففي لو 12: 35- 38 يعلمنا الرب يسوع واجب مداومة الولاء والسهر في انتظار مجيئه. فكما يجب علي العبيد أن يكونوا مستعدين لمقابلة سيدهم في أي ساعة يرجع من العرش، هكذا يجب علي المؤمنين أن يكونوا علي استعداد دائم لمجيء المسيح في أي وقت. وفي مثل آخر علي اقتحام اللص للبيت، يقدم رسالة مشابهة (لو 12: 39و 40، مت 24: 43و 44)، إذ يجب علي صاحب البيت (المؤمن) أن يسهر لئلا يأتي الرب كلص في الليل بينما يكون هو نائمًا. ولإيضاح الموضوع أكثر من ذلك، يضع الرب يسوع المثل في صورة عبد في البيت ينتظر عوده سيده (مت 24: 45- 51، لو 12: 42- 46)، فبينما قد لا يكون مجيء اللص مؤكدًا، فليس ثمة شك في عودة السيد. ومثل البواب (مرقس 13: 34- 37) يحث علي السهر في انتظار عودة المسيح، فهذا المثل يفسر نفسه.

ويؤكد الرب يسوع أهمية الاستعداد لمجيئه، وللحياة الآتية في مثل الوكيل الظالم (لو 16: 1- 13). لقد ظهر الكثير من الصعوبات في تفسير هذا المثل، وذلك نتيجة التركيز علي تفسير تفاصيل لا أهمية لها. فالنقطة الرئيسية هي أن يسوع يريد أن يعلِّم تلاميذه أنه حتي الناس الأشرار- في جيلهم- أحسنوا استخدام الفرص للإعداد للمستقبل، ويستطيع المؤمنون أن يتعلموا درسًا من غير المؤمنين في هذا الخصوص، فمتي كانوا وكلاء أمناء الآن، فإنهم يكونون علي استعداد أن يعطوا حساب وكالتهم في نهاية خدمتهم.

وبينما كان المسيح في الأمثال السابقة يحث علي السهر في ضوء مجيئه ثانية، لأن الوقت غير محدد، فإنه أعطي بعض العلامات التي تدل علي اقتراب مجيئه. ففي مثل شجرة التين التي صارت غصنًا رخصًا وأخرجت أوراقها، يريد أن يقول لنا كما أن ظهور البراعم في شجرة التين يدل علي قدوم الصيف، فإن ظهور بعض العلامات يدل علي اقتراب مجيئه ثانية.


تاسعًا- أمثال السيد المسيح عن الدينونة:
عندما يرجع الرب يسوع ثانية في نهاية زمن الضيقة العظيمة، ستكون هناك دينونة لجميع الحياء وقتئذ، ومثل الشبكة المطروحة في البحر والجامعة من كل نوع، يشير إلي هذه الدينونة بعبارات عامة (مت 13: 47- 50).

وهناك ثلاثة أمثال أخرى تتعلق بدينونة المسيح للأحياء فيما بعد الضيقة العظيمة، اثنان منها متشابهان وإن لم يكونا متطابقين تمامًا، وهما مثل العشرة الأمناء (لو 19: 11- 27)، ومثل الوزنات المختلفة (مت 25: 14- 30). وتكشف الدراسة الدقيقة لهما عن العديد من الفوارق.

ففي المثل الأول ذهب الإنسان الشريف الجنس "إلي كورة بعيدة ليأخذ لنفسه مُلكًا ويرجع"، فلا يمكن أن يكون هذا الإنسان الشريف الجنس سوي الرب يسوع المسيح نفسه، وعليه لابد أن يكون عبيده هم التلاميذ أو غيرهم من المؤمنين، أما أهل مدينته الذين أبغضوه فهم الذين يرفضون المسيح، الذين سيُذبحون (يُطرحون في بحيرة النار) عند مجيئه. وسيكافأ التلاميذ حسب خدماتهم في أثناء غيابه. أما مثل الوزنات فيبين أهمية الأمانة في ضوء مجيء المسيح ثانية. ولعل الإشارة إلي عدم الأمانة (العبد البطال) في العدد الثلاثين، تدل علي عدم اختبار التجديد، ولذلك سيطرح أولئك العبيد غير الأمناء إلي الهلاك الأبدي. ومثل آخر عن الدينونة، كان مثار الكثير من الجدل، وهو مثل العذاري العشر (مت 25: 1- 13). ومن الواضح جدًا أن الرب يسوع المسيح أراد أن يبين في هذا المثل أهمية السهر في انتظار مجيئه. ويفسره البعض علي أنه يصف دينونة إسرائيل، فتشير العذاري العشر إلي البقية المعترفة (من إسرائيل) بعد اختطاف الكنيسة. فالعذاري الخمس الحكيمات تمثلن البقية المؤمنة، أما الخمس الحكيمات فتمثلن البقية غير المؤمنة التي تقول إنها تنتظر المسيا آتيًا بقوة. فزفاف العريس إلي العروس (الكنيسة) قد تم في السماء.

وهناك مثل يشير إلي الدينونة الفردية، التي تحدث عندما تنتهي حياة الإنسان علي الأرض، وهو مثل الغني ولعازر (لو 16: 19- 31). ويرى الكثيرون أن هذا المثل إنما هو قصة واقعية. ولكن علي أي حال، لا يغير هذا من مرمى المثل، ويلزم لمعرفة ذلك المرمى أن نرجع إلي القرينة. فقبل ذلك مباشرة، نجد مثل "وكيل الظلم" الذي يبين منافع الاستخدام الحكيم للإمكانات المتاحة حاليًا. فالإنسان الغني، عِوَضًا عن استخدام ما منحه له الله من إمكانات ليفعل بها خيرًا في دنياه، استخدم ثراءه في حياة الرفاهية والتنعم، فأصبح غناه حجر عثرة في طريق الإيمان الصادق بالله، وحياة البركة للآخرين، وأفلتت منه الفرصة ليكنز له كنوزًا في السماء. أما لعازر فكان له إيمان قوي بالله في السنوات التي عاشها علي الأرض، ولذلك نال مكافأته في السماء.
  رد مع اقتباس