عرض مشاركة واحدة
قديم 02 - 12 - 2021, 07:50 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل تحدّثنا عن رموز العهد القديم التي ترسم لنا صورة الصليب؟

14ـ الحيَّة النحاسية:
عندما تكلم الشعب على اللَّه وعلى موسى وتذمّروا: "قائلين: أصعدتُمانا من مصر لنموت في البرية؟ لأنه لا خُبز ولا ماء، وقد كَرهَتْ أنفسُنا الطعام السخيف. فأرسل الرب على الشعب الحيَّات المُحرقة، فلدَغَت الشعب، فمات قوم كثيرون من إسرائيل" (عدد 21: 5، 6). وعندما صرخ الشعب للَّه وتابوا: "فقال الرب لموسى: اصنع لك حيَّة مُحرقة وضَعُها على رايةٍ، فكل من لُدِغ ونظر إليها يحيا. فصنع موسى حيّةً من نحاس ووضَعها على الرّاية، فكان متى لَدَغَت حيَّة إنسانًا ونظر إلى حيَّة النحاس يحيا" (عد 21: 8، 9) وهنا نلاحظ الآتي:

أ ـ لم يفنِ اللَّه الحيَّات المحرقة، ولكنه خلّص شعبه من هذه الحيَّات بواسطة الحيَّة النحاسية، وأيضًا اللَّه لم يفنِ الشيطان ولكنه خلّص شعبه من قوة الشيطان بواسطة صليبه المحيي.

ب ـ كل إنسان يلدغ من الحيَّة المحرقة ويؤمن بكلام اللَّه فينظر للحيَّة النحاسية ينجو من الموت وكل إنسان يؤمن بكلام اللَّه وينظر للصليب ينال الخلاص وينجو من الهلاك الأبدي لأن: "أُجْرة الخطيَّة هي موت، وأمَّا هبة اللَّه فهي حياة أبديَّة بالمسيح يسوع ربنا" (رو 6: 23)، فالحيَّة كانت محط أنظار المصابين المحكوم عليهم بالموت المحقَّق، والسيد المسيح هو ملجأ الخطاة: "ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمِّلِهِ يسوع" (عب 12: 2) ولهذا قال ربنا يسوع: "كما رَفَع موسى الحيَّة في البرّية هكذا ينبغي أن يُرفَع ابن الإنسان. لكي لا يَهلِك كل من يؤمِن به بل تكون له الحياة الأبديَّة" (يو 3: 14، 15) ويقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص: "العمـل الأساسي للإيمان في السرّ، هو أن ننظر إلى ذاك الذي تألم لأجلنا. الصليب هو الألم، حتى إن من ينظر إليه كما يقول النص لا يؤذيه سم الشهوة. أن تنظـر إلـى الصليـب، يعنـي أنك تُميت حياتك كلها وتصلبها للعالم"(46).

ج ـ الحيَّة النحاسية كانت وسيلة الخلاص من الموت لكل من لدغته الحيَّة المحرقة. وصليب ربنا يسوع وسيلة الخلاص لكل من يخدعه الشيطان الحيَّة القديمة.

د ـ الحيَّة النحاسية كانت حيَّة بلا سم، والسيد المسيح هو القدوس الذي بلا خطية وحده الذي أخذ شبه جسد الخطية ولكنه لم يأخذ طبيعتنا الفاسدة.

15 ـ مدن الملجأ:
عيّن الرب ست مدن للملجأ منها: ثلاث شرق الأردن وثلاث غرب الأردن، والطرق المؤدية لها مهيأة وإن كان يعترضها مجرى مائي يوضع عليه مَعبر دائم، وعند مفارق الطرق توضع لافتات مكتوب عليها "الملجأ ـ الملجأ" وهذه المُدن يهرب إليها القاتل من غير قصد ولا عَمْد، فلا يسير أكثر من ثلاثين ميلًا ممهدة حتى يجد إحدى مدن الملجأ فيلجأ إليها لحين انتهاء التحقيق والتأكد من أنه قتل بدون قصد، فيظل في المدينة في أمان، ولكنه لا يقدر أن يعود إلى أسرته ولا إلى بلدته، بل يظل أسيرًا لتلك المدينة لا يستطيع منهـا فكاكًا، لأنه لو خرج منها ووجده ولي الدَّم يقتله.. إلى متى؟.. إلى أن يموت رئيس الكهنة الأعظم، فيُعتبر موت رئيس الكهنة بشارة مفرحة لكل أسرى مدن الملجأ، فينطلقون ويعـودون إلى بيوتهم، ولا يتعرّض لهم أحد.. وهنا نجد الرمز واضحًا:

أ ـ كل قاتل عن طريق السهو يلجأ إلى مدن الملجأ ينجو من الموت، وهكذا الخاطئ الذي يلجأ إلى صليب المسيح ينال البراءة.

ب ـ أسرى مدن الملجأ يعودون إلى أوطانهم بعد موت رئيس الكهنة، وبموت السيد المسيح رئيس الكهنة الأعظم (عب 8: 1) عاد آدم الذي قتل نفسه وكل من مات على الرجاء إلى وطنه حيث الفردوس المفقود.

  رد مع اقتباس