عرض مشاركة واحدة
قديم 02 - 12 - 2021, 07:46 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل تحدّثنا عن رموز العهد القديم التي ترسم لنا صورة الصليب؟

3 ـ أيوب البار:
الذي اشتكى عليه الشيطان، واجتاز التجربة ونجح فيها، كان رمزًا لأيوب الجديد الذي جاز المعصرة وقام منتصرًا.

4ـ إسحق:
كان إسحق رمزًا للسيد المسيح المصلوب القائم في عدَّة أمور نذكر منها:

أـ إسحق ابن الموعد فهو الابن الحبيب لأبيه إبراهيم الذي صار شيخًا متقدِّمًا في الأيام "خُذ ابنك وحِيدَك، الذي تحِبُّه إسحق" (تك 22: 2) وإسحق هنا مثال لربنا يسوع الابن الوحيد الجنس الذي قال الآب عنه: "هذا هو ابني الحَبيب الذي به سُررت" (مت 3: 17).


ب ـ إسحق مضى به أبوه على جبل المُريَّا ليصعده محرقةً، وربنا يسوع مضى به اليهود خاصته وصعدوا به إلى جبل الجلجثة وصلبوه، وجبل الجلجثة هو جبل المُريَّا، ويقول التقليد أن اللَّه طلب من إبراهيم أن يصعد ابنه: "مُحرقةً على أحَدِ الجبال الذي أقول لك" (تك 22: 2) وقد عرف إبراهيم المكان المقصود بعد ثلاثة أيام عندما رأى علامة الصليب فوق هذا الجبل: (القمص يوحنا فوزي ـ شهادة الكتاب عن ألوهية المسيح ص 187).

ج ـ تبع إسحق غلامان إلى مكان الذبح، وسار مع السيد المسيح لصان إلى مكان الصلب حيث صُلِبا معه.

د ـ مكث إسحق ثلاثة أيام في الطريق محكوم عليه بالموت "وفي اليوم الثالث رَفَع إبراهيم عينيه وأبصَرَ المَوضِع من بعيد" (تك 22: 4) وربنا يسوع ظل في القبر ثلاثة أيام في حكم الموت.

هـ ـ حَمَل إسحق حطب المحرقة، وربنا يسوع حمل خشبة الصليب "فخَرَج وهو حَامِلٌ صَلِيبه" (يو 19: 17).. يقول الأب قيصاريوس: عندما حمل إسحق الخشب للمحرقة كان يرمز للمسيح ربنا الذي حمل خشبة الصليب إلى موضع آلامه. هذا السر سبـق فأعلنه الأنبياء، كالقول: "وتكون الرِّياسَةُ على كتِفِهِ" (إش 9: 6) فقد كانت رئاسة المسيح على كتفيه بحمله الصليب في اتضاع عجيب. أنه ليس بأمر غير لائق أن يعني بالرئاسة صليب المسيح. إذ به غلب الشيطان، ودعى العالم كله لمعرفة المسيح والتمتُّع بنعمته"(32).

و ـ سأل إسحق أباه: "وقال يا أبي! فقال هأنذا يا ابني. فقال: هوذا النار والحَطَب، ولكن أين الخروف للمُحرقة. فقال إبراهيم: اللَّه يرى له الخروف يا ابني" (تك 22: 7، 8) والحَمَل الحقيقي الذي رآه اللَّه أن يصلح لفداء البشرية هو ابنه الحبيب الذي أشار إليه يوحنا المعمدان قائلًا: "هوذا حَمَل اللَّه الذي يرفع خطيَّة العالم" (يو 1: 29).

ز ـ يقول الكتاب المقدَّس: "فأخَذ إبراهيم حَطَب المُحرقة ووضَعَهُ على إسحق ابنِهِ وأخذ بيده النّار والسِّكين. فذهبا كلاهُما معًا" (تك 22: 6) والعبارة الأخيرة "ذهب كلاهما معًا" تعكس معنى جميل وهو أن الذبيحة تُعتَبر ذبيحة إبراهيم الأب لأنه قدَّم ابنه في حب باذل، وأيضًا ذبيحة إسحق إذ قدَّم ذاته وأطاع حتى الموت، وهكذا كانت ذبيحة الصليب ذبيحة الآب الذي بذل ابنه الحبيب، وذبيحة الابن الذي أطاع حتى الموت موت الصليب "لأنه هكذا أحبَّ اللَّه العالم حتى بَذَل ابنَهُ الوحيد، لكي لا يَهلِك كل من يؤمِن به، بل تكون له الحياة الأبديَّة" (يو 3: 16).

ح ـ أطاع إسحق أباه حين ربطه ووضعه على المذبح ومدَّ يده بالسكين ليذبحه دون أن يقاومه أو يهرب منه أو يجادله، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. إذًا قَبِل الموت ورفض مخالفة أو مقاومة إرادة أبيه، وربنا يسوع أطاع الآب السماوي حتى الموت موت الصليب، وكما كان إسحق مزمعًا أن يموت دون ذنب أتاه، هكذا مات المسيح دون ذنب جناه.

ط ـ "فرفَع إبراهيم عَيْنيهِ ونظر وإذا كبشٌ وراءَه مُمسَكًا في الغابة بقرنَيهِ، فذهب إبراهيم وأخَذ الكبش وأصَعَدهُ مُحرَقَةً عوضًا عن ابنه" (تك 22: 13) فالكبش المُمسك به في الغابة بقرنيه والذي ذُبِح فعلًا وفدى إسحق إشارة لربنا يسوع الذي صُلِب وفدى إسحق وإبراهيم وكل البشرية، والشجرة التي أُمسِكت بالكبش كانت رمزًا لخشبة الصليب التي سُمّر عليها مخلصنا الصالح.

ي ـ رجع إسحق حيًّا، وربنا يسوع المسيح قام من بين الأموات حيًّا، ولأن أبونا إبراهيم نجح في أصعب امتحان يجتازه إنسان لذلك أعطاه اللَّه أن يعاين قيامة ربنا يسوع فرأى وفرح، وهذا ما أشار إليه ربنا يسوع عندما قال: "أبوكُم إبراهيم تهلَّل بأن يرى يومي فرأى وفَرح" (يو 8: 56).

ومن أجل كثرة أوجه الشبه بين ذبح إسحق وصلب ربنا يسوع اختارت الكنيسة هذا الموضوع لقسمة قداس خميس العهد.
  رد مع اقتباس