4ـ بُغضة الشعب اليهودي:
أشار لهذه البغضة داود النبي عندما قال: "أكثَر من شَعر رأسي الذين يُبغضونني بلا سبب.. حينئذٍ رَدَدت الذي لم أخطَفْه.. صِرتُ أجنبيًّا عند إخوتي، وغريبًا عند بني أُمي" (مز 69: 4، 8) وقال أيضًا: "بكلام بُغضٍ أحاطوا بي، وقاتلوني بلا سببٍ. بدل محبَّتي يخاصمونني. أما أنا فصلاةٌ. وضعوا عليَّ شرًا بدل خيرٍ، وبغضًا بدل حُبّي" (مز 109: 3 – 5).
وتحقَّقت النبوّة فهذا ما حدث مع السيد المسيح الذي صنع أعمالًا عظيمة ومعجزات مدهشة مع الشعب اليهودي، ورغم ذلك أبغضوه: "أجابهم يسوع أعمالًا كثيرة حسنـةً أريتُكم من عند أبي. بسبب أي عمل ترجمونني؟" (يو 10: 32).. "لو لم أكن قد عَمِلتُ بينهم أعمالًا لم يعمَلها أحد غيري، لم تكن لهم خطيَّةٌ، وأمَّا الآن فقد رأوا وأبغضوني أنا وأبي. ولكن لكي تتمَّ الكلمة المكتوبة في ناموسهم: إنهم أبغضوني بلا سبب" (يو 15: 24، 25) وقال الإنجيل: "إلى خاصَّته جاء، وخاصته لم تقبَلْهُ" (يو 1: 11).. لقد أخطأ الإنسان وكسر الوصية وسلب حق اللَّه في الطاعة واختطف لنفسه قضية الموت، وجاء يسوع البار ليحمل عقاب خطايانا ويدفع ما لم يأخذه وما لم يختطفه وأطاع حتى الموت موت الصليب.
5ـ دخول أورشليم:
تنبأ إشعياء النبي عن دخول يسوع ملك المجد إلى أورشليم فقال: "على جبلٍ عالٍ اصعدي، يا مُبشِّرة صهيون. ارفعي صوتك بقوَّة، يا مبشِّرة أورشليم. ارفعي لا تخافي. قولي لمدن يهوذا: هوذا إلهك. هوذا السيد الرب بقوَّة يأتي.. كراع يرعى قطيعه. بذراعه يجمع الحُملاَن، وفي حِضْنِهِ يحمِلُها، ويقود المُرضِعَات" (إش 40: 9 – 11)، وأيضًا تنبأ زكريا النبي قائلًا: "ابتهجي جدًا يا ابنة صهيون، اهتفي يا بنت أورشليم. هوذا مَلِكُكِ يأتي إليكِ. هو عادِلٌ ومنصورٌ وديع، وراكب على حمار وعلى جَحْشٍ ابن أتان" (زك 9: 9).
وتحقَّقت النبوَّة وأشار إليها متى الإنجيلي قائلًا: "ولمَّا قَرُبوا من أورشليم وجاءوا إلى بيت فاجي عند جبل الزّيتون، حينئذٍ أرسَل يسوع تلميذين قائلًا لهُما: اذهبا إلى القرية التي أمامكما، فللوقت تجدان أتانًا مربوطةً وجحشًا معها، فحلاَّهُما وأتياني بهمـا. وإن قال لكما أحدٌ شيئًا، فقولا: الرب محتاجٌ إليهما. فللوقت يرسِلُهما. فكان هذا كله لكي يتم ما قيل بالنبي القائل. قولوا لابنة صهيون: هوذا ملِكُكِ يأتيك وديعًا، وراكبًا على أتان وجحش ابن أتان. فذَهَب التلميذان وفعلا كما أمرهما يسوع، وأتيا بالأتان والجحش ووضعا عليهما ثيابهما فجَلَس عليهما" (مت 21: 1 – 6).