عرض مشاركة واحدة
قديم 02 - 12 - 2021, 07:01 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ما هي جذور وصورة الصليب في التاريخ؟

الصليب في تاريخ الأمم:
قال "هيرودوتس": "إن أول من أستخدم الصليب هم الفينيقيون الذين استخدموا طريقة الموت صلبًا" (Herodatus 3: 125) وقال البعض أن الفرس هم أول من اخترعوا طريقة الموت صلبًا، ومن الثابت من الكتاب المقدس أن المصريين استخدموا الموت صلبًا منذ القرن العشرين قبل الميلاد، واستخدمها اليهود من القرن الخامس عشر قبل الميلاد، وكانت فلسفة الصلب أن المُجرِم لو مات على الأرض فإنه سينجسها بآثامه، ولذلك يتركونه يموت في الهواء، وتنهش الطيور الجارحة جسده، وانتقلت عقوبة الصلب إلى الرومان ولكنهم اقتصروها على العبيد، والقتلة، وقطّاع الطريق، وقراصنة البحار، ومثيري الفتنة، والقادة الرومان الذين تعرضوا للهزيمة في المعارك، والأشخاص الذين لا يتمتعون بالجنسية الرومانية، وعندما كان أحد القادة الرومان يحاصر مدينة وتقاومه، فإنه كان يُهدّد سكانها بحكم الصلب فيسرعون بتسليم مدينتهم خوفًا من هذه الميتة البشعة.

وعندما قاوم أهل صور الاسكندر الأكبر ورفضوا تسليم مدينتهم، فلكيما يمعن في معاقبتهم وإذلالهم بعد أن أخذ مدينتهم أمر بصلب ألفين من خيرة الرجال المدافعين عن المدينة (Cartius Rufus Historia Alexandri 4: 4,17) (1) كما يذكر أريان Arrian أن الإسكندر الأكبر عندما افتتح الهند صَلبَ الأمير الهندي "موزيكانوس" في بلده، ومعه كل البراهمة (رجال الدين الهندوسي) الذين حرَّضوا الشعب الهندي على مقاومته، وفي ثورات العبيد قام سبارتكوس بصلب أسير روماني أمام العبيد رفقائه كمثال عملي لما سيحدث لهم لو كفّوا عن القتال وفشلت ثورتهم، وفعلًا بعد أن فشلت هذه الثورة حكم "بومبي" على ستة آلاف عبد منهم بالصلب، حتى سيج "كراسوس" القائد الروماني الطريق من كيبوا إلى روما بالصلبان، وحكم أوغسطس قيصر سنة 139 ـ 132 ق.م. على مئات من عبيد صقلية بالصلب بعد تمرُّدهم عليه، وعند موت هيرودس الكبير حكم "فاروس" حاكم سوريا على ألفين من الثوار بالصلب. أما ما حدث في أورشليم سنة 70م فقد كان أمرًا يفوق الوصف، فبسبب المقاومة الشديدة لليهود حكم تيطس الروماني بصلب الآلاف منهم، حتى غطّى التلال التي تحيط بالمدينة بغابة من الصلبان، فكانوا يصلبون كل يوم خمسمائة رجلًا من أشداء المدينة، ويقول يوسيفوس المؤرخ اليهودي: "إن عقوبة الصلب أُوقفت بسبب ندرة الأخشاب التي اُستخدمت في صنع الصلبان والمتاريس والسلالم للصعود للتلال" وعندما أدرك المدافعون (اليهود) أنه لا جدوى من استعطاف الرومان سلّموا أنفسهم، وقام الجنود الرومان بجلدهم أولًا، وبعد أن عذّبوهم بأنواع مختلفة من العذاب، وقبل أن يموتوا صلبوهم عند أسوار المدينة. وتأسف تيطس على هؤلاء لأن عددهم كان يزيد كل يوم حتى وصل إلى خمسمائة شخص في اليوم الواحد. أمَّا الجنود فأنهم بوحشية وكراهية قدَّموا هؤلاء الأسرى ودقوا المسامير في أجساد الذين أسروهم وصلبوهم في أوضاع مختلفة على صلبان متنوعة، وكان عددهم عظيمًا فلم يكن لدى الجنود مكان يسمح بصلبان أخرى بل لم يعد لديهم صلبان لأجساد الأسرى (Antiquitates 17: 295 - De Bello Judico S. 449 - 51)(2).

وكان القانون الروماني يدعو الثوار بأنهم عصابات أو لصوص، وأحيانًا كان الثوار يتقدمون للصلب وهم ينشدون الأغاني الوطنية كما حدث مع ثوار مقاطعة "Cantabrians" بشمال أسبانيا، الذين ظلوا يرددون أناشيد الانتصار وهم معلَّقون بالمسامير على الصلبان، وفي الوقت نفسه تركت لنا الآثار ما يشير للسخرية بالمصلوب، فقد حفر صبي صغير على حجر جيري صورة شخص مصلوب له رأس حمار وكتب: "الإله الذي يعبده الكسيمانوس" ورسم آخَر شخص يحمـل صليبًا ولسانه يتدلى من التعب (راجع الصلب والصليب حقيقة أم خرافة ص 60، 61).
  رد مع اقتباس