فهناك احتمالان:
إما أن يكون صادقًا، وليس أمامك إلا أن تسجد له وتقول: "ربى وإلهي".
أو يكون كاذبًا، فلو كان كذلك لكان هناك احتمالان:
إذًا ليس أمامنا إلا افتراض آخر: إنه كاذب وهو يعرف ذلك. فكيف يعلم تلاميذه الصدق ويقول: "ليكن كلامكم نعم نعم لا لا، وما زاد على ذلك فهو من الشرير"؟؟
ثم لو كان يعرف أنه كاذب، وأن نتيجة ذلك أنه سيُساق إلى الموت صلبًا لما سكت، بل أعلن فورًا كذبه لأن الحياة غالية، أو قُل إنه واتته فرصة ذهبية للخروج من هذه الورطة حينما قال له بيلاطس: "أما تكلمني؟ ألست تعلم أن لي سلطانًا أن أصلبك وسلطانًا أن أطلقك؟"!! فيعلن فورًا كذبه ويعتذر عن كل ما قال. لكن اسمع بماذا أجابه يسوع:
"لم يكن لك عليَّ سلطان البتة لو لم تكن قد أُعطيت من فوق".
إذًا هذا الفرض أيضًا مرفوض. فلا يبقى أمامنا إلا الاحتمال الأول، وهو أنه الله الواجب العبادة.