عرض مشاركة واحدة
قديم 01 - 12 - 2021, 11:56 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: التليفون ووقت الكاهن

رابعًا: التليفون المحمول

أما عن المحمول، فحدّث ولا حرج... لقد أساء الناس استخدام هذا الاختراع الرائع واختلطت في ذهنهم الأمور، وحصل عليه الكثيرون ممن لم يكونوا يتعاملون مع الهواتف أصلًا، فتحولت حياتنا إلى سلسلة متواصلة من الحديث والصراخ، فهذا يتكلم وهو يصعد على السلالم، وذاك يصيح داخل السيارة، وثالث يخرج من الكنيسة أثناء صلاة القداس (من الحضرة السمائية) ليرد على مكالمة (آتية من الأرض)... إلخ. وقطعًا لا بُدّ أن يصيب الكاهن شيئًا من سلبيات هذا الاختراع، الذي لو عرف مخترعه ما سوف يستخدم فيه، ربما لتردّد كثيرًا في اختراعه.

وسنعرض فيما يلي لبعض ملاحظاتنا على بعض التعاملات التي ترهق الكاهن من جراء هذا المحمول العجيب:

(1) الحصول على رقم المحمول الخاص بالكاهن لا يعطى الحق في الاتصال به.
يعتقد البعض أنه لو أفلح في الحصول على رقم أي شخص –بدون إذنه أو علمه– يعتقد، أن هذا يعطيه الحق في الاتصال به أو الاتصال به في أي وقت. لقد سبق وأشرنا إلى أن الذي يتصل بشخص ما هاتفيًا، فهو يقتحم خصوصية ذلك الشخص المطلوب، طالما كان الاتصال في غير وقت العمل أو على رقم المنزل أو المحمول.

وعليه تكون المسألة أكثر حرجًا حينما يفاجأ شخص ما باتصال من شخص لا تربطه به علاقة خاصة، على التليفون المحمول وفي موضوع ليس ذو أهمية قصوى.

في تصوري أن التليفون المحمول لأي شخص يعتبر من الخصوصيات التي لا يجوز لمن هب ودب أن يقتحمها بدون إذن مسبق من صاحب الشأن.

(2) الرد على المحمول أثناء التواجد مع الكاهن وإضاعة وقته:
أحيانًا يكون أحد أبناء الكنيسة في لقاء مع أحد الآباء الكهنة. ومن وقت لآخر يرن تليفون هذا الشخص فيقوم بالرد عليه. ويفترض طبعًا أن الأب الكاهن ينتظر حتى يفرغ هذا الشخص من مكالمته. وقد يتكرر هذا الأمر في نفس الجلسة عدة مرات، فيكتشف الكاهن أن جلسته مع هذا الشخص والتي كان من المفترض أن تستغرق ربع ساعة مثلًا قد امتدَّت لساعة أو أكثر.

إن الوضع الطبيعي في أي مقابلة أن يحترم الصغير وقت الكبير، وأن يضحى من هو في احتياج لشخص ما في سبيل مقابلة من يريده. وعادة يستقبل الكاهن أبناء لهم احتياج لديه مثل الاعتراف أو مناقشة بعض المتاعب. لذلك يكون من اللائق أن يغلق الزائر تليفونه حتى لا يضيع وقت الكاهن الذي يقضيه معه بدون داع.

(3) أهمية استخدام الرسائل القصيرة:
أحيانًا يكون الأمر لا يستدعى أكثر من إرسال إفادة للأب الكاهن عن موضوع معروف مسبقًا، كأن نخطره بموعد اجتماع معين أو بوجود شخص مريض بالمستشفى أو أننا ننتظره في الكنيسة لأنه تأخر عن حضور الاجتماع. أو ربما لإرسال تهنئة أو تعزية. لذلك يكون استخدام الرسائل القصيرة من خلال المحمول أسرع وأجدى وأوفر للوقت حيث أن المكالمة غالبًا يضيع جزء كبير منها في التحية والمجاملة والسؤال عن الصحة والأحوال، مما يضيع كثيرًا من الوقت.

(4) عدم إخطار الكاهن بمعلومات هامة على المحمول:
بقوم البعض بالاتصال بالكاهن على تليفونه المحمول، وقد يكون الكاهن يقود سيارته في ذلك الوقت أو أنه في اجتماع أو في زيارة أو يقوم بحل مشكلة...إلخ. ويصر هذا المتصل على أن يتحدث في أمور تحتوى على معلومات معينة مثل مواعيد أو عناوين أو أرقام أو حسابات. وبما أن الكاهن في ظروف تواجده بالسيارة – قائدًا أو راكبًا – فإن غالبية هذه المعلومات تحتاج إلى تسجيل، ولما كان هذا غير جائز عمليًا، فبالتالي سوف ينسى الكاهن هذه المعلومات بينما يعتقد الشخص المتصل أنه قد أوصل الرسالة. إن الهاتف المحمول له فائدة واحدة قصوى وعظمى... وهي أنك تستطيع أن تجد شخصًا ما حينما تريده في التو وبسرعة ولأخذ معلومة صغيرة فقط قد تنقذ موقفًا حرجًا أو توفر وقتًا أو مالًا كثيرًا. أما الحديث عن بيانات وسجلات ومعلومات غزيرة فهذا مآله التليفون الأرضي حيث يكون الكاهن قادرًا على الكتابة والتسجيل في هدوء.

(5) الرد على التليفون أثناء الخدمات الكنسية:
من الشائع حاليًا أن تتردد أصداء أجراس التليفونات المحمولة داخل الكنيسة سواء في القداسات أو الاجتماعات الروحية، الأكاليل والجنازات. وأصبح البعض يعتقد أنه من لزوم الوجاهة والمظهر الاجتماعي أن يترك تليفونه مفتوحًا لاستقبال المكالمات وهو داخل الكنيسة، وحين يتلقى مكالمة يحمل تليفونه ويخرج إلى خارج ليرد على المكالمة ثم يعود بعدها، أو ربما لا يعود.

لقد ظللت أفكر كثيرًا في تحليل هذه الظاهرة ودراسة أبعادها وتداعياتها، فلم أجد أى تبرير لهذا السلوك سوى أنه نقص في إدراك المعنى الروحي للتواجد في حضرة الله.

إن كنا قد ذكرنا سابقًا أن الوجود في حضرة شخصية أعلى مقامًا يحتم إغلاق التليفون وعدم الرد عليه، تقديرًا واحترامًا لهذه الشخصية، والحرص على الاستفادة بأقصى قدر ممكن من التواجد معها، فكم وكم بالأولى يكون الوضع حينما نكون في حضرة المسيح؟ إن هذه الظاهرة تمثل في الواقع تدنيًا خطيرًا في مستوى الإدراك الروحي لمفهوم العبادة الحقيقية بالروح.

فالوجود في الحضرة الإلهية أمر لا يضاهيه أمر آخر. وفرصة الذهاب للكنيسة في أي مناسبة هي فرصة للتلاقي مع الله، ينبغي ألا تطغى عليها أي أحداث أخرى. ولا أعتقد أن الدنيا سوف تهتز أركانها وتتزلزل أعمدتها لو أن أي منا أغلق تليفونه المحمول أثناء العبادة وترك رب الكون يديره بمعرفته بما في ذلك أعمالنا ومشاريعنا. وهو سوف يقدّر احترامنا له ولأوقات عبادته فلن يسمح بخسارة أو ضياع شيء حتى لا يكون مدينًا لأحد فينا، وحتى لا نشعر بالندم على ضياع الوقت في الذهاب للكنيسة في أي مناسبة.

(6) ما ينطبق على التليفون العادي ينطبق على المحمول أيضًا:
كل ما قيل عن سلبيات استخدام التليفون الأرضي الثابت ينطبق أيضًا على استخدام التليفون المحمول، فلا يجوز طبعًا الاتصال في أي وقت، ويجب مراعاة قصر الحديث، وعم المزاح مع الكاهن، كما أن ظهور عدة مكالمات لم يرد عليها (Missed Calls) على شاشة تليفون أبونا لا تقوم حجة بضرورة اتصاله بكل أصحاب هذه الأرقام، وإلا من أين سيأتي بالوقت وحتى بالمال ليتصل بكل من سبق واتصل به، ثم هناك نقطة أخرى: من أدرى الكاهن أن من قام بالاتصال كان موضوعه هام وحيوي؟ ألا يمكن أن يكون من الموضوعات التي سبق وتكلمنا عنها سابقًا والتي لا تحوى أي مضمون أو قيمة لا من قريب أو من بعيد؟؟!!
  رد مع اقتباس