عرض مشاركة واحدة
قديم 01 - 12 - 2021, 11:55 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: التليفون ووقت الكاهن



أحيانًا يجرى الكاهن اتصالا هاتفيًا بأحد الأشخاص بغرض سؤاله عن شيء معين، مثل معرفة رقم تليفون شخص آخر أو عن موعد خدمة معينة....إلخ.... وربما لا يحتاج الأمر إلى أكثر من ثوان معدودات. ولكنه يفاجأ بأن من ردّ عليه قد فتح له موضوعًا لم يكن في الحسبان، دون مراعاة للظروف التي قد يتواجد فيها الكاهن. فربما هو يقوم بحل مشكلة معينة واحتاج الأمر أن يتصل لمعرفة معلومة معينة، وفتح موضوعات له في مثل هذه الظروف قد يعطله مما هو فيه.

إن آداب التعامل مع جهاز الهاتف، وضرورة عمل اعتبار لأهمية الوقت في حياة الكاهن تحتمان ألا يدخل الشخص المطلوب في أي تفاصيل أخرى مع الطالب إلا إذا كانت العلاقة بينهما تسمح بذلك.

والحقيقة أن هذا الأسلوب له مضار كثيرة للغاية، نوجز أهمها فيما يلي:

+ قد لا يكون هناك وقت لدى الكاهن. يسمح بسماع ما تقول.

+ قد ينسى الموضوع لمشغوليته بالموضوع الذي اتصل بك بشأنه.

+ قد لا يستفيد الشخص من الكاهن لتركيزه على موضوعه الأساسي، أو قد يحصل على مشورة ناقصة.

+ تكلفة المكالمة يتحملها الكاهن خاصة لو من محمول أو مكالمة دولية أو محافظات، وليس من اللائق أن نفعل معه ذلك.

(12) الاتصال على بيت الكاهن:
+ بيت الكاهن مخصص لراحته الشخصية والاهتمام بأسرته وترتيب أمور الخدمة وأموره العائلية. والاتصال به في المنزل لا يجب أن يتم إلا في حالات الضرورة القصوى، فهو يمثل اقتحام لخصوصية الكاهن، وحدوث الاتصال يؤدى إلى حرمان أسرة الكاهن من تواجده معهم بمشاعره كأب للأسرة وراعى لها مثل أي أسرة.

وحتى الذين يتصلوا ببيت الكاهن، ينبغي أن يراعوا بعض المفاهيم التي يجب ألا تغيب عن ذهنهم، حفاظًا على أسرارهم.

وأهم هذه المفاهيم هي:

+ عدم ترك رسائل لزوجة الكاهن أو أولاده أو إبلاغهم بنوع المشكلة (خاصة لو كانت من الخصوصيات الهامة).

+ عدم الاتصال بالكاهن بخصوص موضوعات غير عاجلة أو ليست ذات خطورة، حتى لا يترسب في ذهن الكاهن أن فلان هذا ليس عنده موضوع، فهو يتصل والسلام. وقد يحدث أن يبدأ الكاهن في عدم الاهتمام بمكالمات مثل هذا النوع من الناس، إلى أن يأتي يوم وتكون هناك مشكلة حقيقية لا تحتمل التأجيل، بينما يظن الكاهن أنها من نفس نمط المكالمات التي ليست ذات قيمة. وهنا تحدث الكارثة ويبدو الكاهن كأنه أهمل ولم يقم بواجبه. وكلنا طبعًا يتذكّر قصة الراعي الذي خدع أهل قريته عدة مرات عن هجوم من ذئب على غنيماته، وخرج أهل القرية في كل مرة لإنقاذه فلم يجدوا ذئبًا. وفي إحدى المرات ظهر الذئب حقيقة، وصرخ الراعي ولم يخرج له أحد، ففتك الذئب بالغنم.

+ قد يؤدى عدم رد الكاهن على المكالمات لهذا السبب بالذات، إلى حرمان صاحب مشكلة حقيقية من الوصول للكاهن، وقد يترتب على ذلك مخاطر جسيمة.

+ استهلاك أعصاب الكاهن بالحديث الدائم حتى حينما يعود إلى بيته يؤدى إلى تدهوره صحيًا وتفقده الكنيسة سريعًا، كما قد لا يحصل الشخص منه على مشورة جيدة وهو مستهلك.

+ إصرار البعض على الحديث مع الكاهن شخصيًا حتى لو كان الموضوع يمكن حله مع من يرد على التليفون سواء زوجة الكاهن أو أحد أبنائه أو السكرتارية مثل تحديد موعد خدمة أو طلب رقم تليفون أو عنوان،...إلخ).

+ العتاب على ردود الكاهن المقتضبة في التليفون وتفسيرها بعدم الاهتمام بينما يكون السبب:

(أ) وجود الكاهن مع أشخاص لهم موضوع هام لا يحتمل مقاطعته.

(ب) لا يود الكاهن أن يعلن شخصية المتحدث في التليفون أمام الحاضرين.

(ج) قد يستخدم البعض دائرة مفتوحة عند الحديث مع الكاهن مما يدخله في حرج عند تقديم بعض الردود الخاصة.

(د) تخوّف الكهنة عمومًا من تقديم ردود على التليفون تحمل معلومات هامة لعدم الشعور بالأمان خلال الاتصالات الهاتفية بوجه عام.

(ه) بعض الاتصالات تتطلب الرد بمعلومات معينة، قد لا تكون متوفرة في يد الكاهن لحظة المكالمة أو موجودة ولكنه لا يود إعلانها أمام الحاضرين معه أو قد تحتاج إلى وقت لإظهارها والكاهن لا يستطيع أن يترك ما في يده ليقدمها للطالب.

(13) مكالمات يوم البرمون:
يوم البرمون هو اليوم السابق لقداس العيد السيدي الكبير، سواء كان عيد الميلاد أو القيامة أو الغطاس.

في هذا اليوم يكون الكاهن في قمة المشغولية والمسئولية. فهو يكون لديه قدّاس في الصباح الباكر، وعليه أن يحترس مرة أخرى لقداس العيد مساءًا. وربما يكون مشغولًا باحتياجات بعض البسطاء وأخوة الرب للعيد. وربما هناك كثيرين يرغبون في الاعتراف قبل القداس. وربما هناك معايدات واجبة يهتم بترتيبها وإرسالها، وربما يكون عليه عظة قداس العيد ولم يحضّرها بعد. هذا بالإضافة إلى ما قد يستجد من مشاكل وسط الشعب ينبغي حلّها في نفس اليوم، أو ربما تعطلت سيارته في هذا اليوم بالذات...، أو اعترت أحد أبنائه حمى شديدة ويجب مرافقته للطبيب والاطمئنان عليه إلخ...إلخ من المواقف الكثيرة التي كلنا على دراية بها.

وسط كل هذه المشغوليات تكثر مكالمات من نوع عجيب وغريب فعلًا. فهذا يسأل عن موعد بداية القداس، وذاك يسأل عن موعد الاحتراس للتناول، وثالث يسأل إن كان هناك قداس من أصله، ورابع يود مقابلة أبونا لموضوع هام وخطير، ويكتشف أن هذا الموضوع لا يخرج عن كونه طلب خطاب توصية للعمل في مكان ما (ويمكن طبعًا تأجيل هذا الطلب لما بعد العيد).

إن معرفة الشعب بمدى مشغولية الكاهن في يوم البرمون هامة ولازمة حتى يقدروا هذه الظروف وتكون المكالمات في مثل هذا اليوم في أضيق الحدود، وأيضًا تكون قصيرة ومختصرة تقديرًا لقيمة الوقت وأهميته في يوم مثل هذا.

(14) سحب الفيشة:
من الأشياء التي يصعب على المرء القيام بها أو فعلها، لجوء البعض إلى سحب فيشة التليفون من مصدر الحرارة في أوقات الراحة. وهو أسلوب لم يلجأ إليه الناس إلا بعد أن ذاقوا مرارة الاتصالات الكثيرة والتي تكون بدون داع في أغلب الأوقات، أو لأسباب غير موضوعية في بعض الأوقات.
  رد مع اقتباس