(8) ظروف لا يستقبل فيها الكاهن محادثات هاتفية:
هناك بعض الظروف التي لا تسمح أن يستقبل فيها الكاهن مكالمات هاتفية، فيسمح لأحد أفراد أسرته بالرد على المكالمات، أو أحد الخدام أو السكرتارية (لو كان في الكنيسة) بعمل ذلك. وقد يستاء البعض أو يغضبوا حينما يقال لهم أن أبونا لا يستطيع الحديث معك الآن لأنه مشغول في كذا أو كذا، ويعتبرون هذا الأمر غير مقبول لديهم.
ومن أمثلة هذه الظروف ما يلي:
+ أثناء قبول الاعترافات.
+ أثناء الصلاة المنزلية.
+ أثناء تحضير العظات.
+ في حالة أداء أعمال حسابية أو إدارية.
+ اجتماعات مجلس الكنيسة.
+ تناول الطعام.
+ قيادة السيارة (في حالة الهاتف المحمول).
+ أثناء الخدمات الطقسية والروحية.
لهؤلاء الأحباء أقول كلمة صغيرة: هل تقبل أن تكون أنت في جلسة الاعتراف مع أبيك الكاهن وتحتمل أن يرد هو على خمس أو ست مكالمات أثناء الجلسة؟ ألا يضايقك هذا؟ إن ما تشعر به أنت سوف يشعر به الشخص الجالس مع أبيه الروحي، كما أن الكاهن نفسه سوف يتأثر بكثرة المكالمات فلا يستطيع أن يعطى أذنًا صاغية لأولاده في الاعتراف وربما يخفق في إسداء الإرشاد الروحي السليم بسبب التشتت في التفكير.
(9) الاتصال أثناء مواعيد الخدمة الثابتة والمعروفة:
هناك أوقات معروفة للكل يكون عادة الكاهن مرتبطًا فيها بخدمات أساسية في الكنيسة، مثل القداسات ورفع بخور عشية واجتماعات درس الكتاب (ستجد نص الكتاب المقدس هنا بموقع أنبا تكلا).. إلخ. هذه الأوقات يفترض أن الكاهن مشغول فيها ولا يستطيع أن يتحدّث مع أي أحد. وبالتالي فإن الاتصال الهاتفي بالكاهن والتذمر على عدم الوصول إليه يصبح من الأمور التي لا يفترض الحديث عنها.
(10) التطويل في الحديث على التليفون:
هذا العصر يتميز بكثرة الارتباطات وسرعة إيقاع الحياة، ولم يعد هناك لدى أي إنسان متسع من الوقت للدخول في تفاصيل مملة بخصوص أي موضوع. كما أن المستوى الفكري والذهني لغالبية الناس أصبح عاليًا بعض الشيء بما يتناسب وسرعة هذا العصر. وبالرغم من كل هذا نجد الكثيرين ممن لا زالوا يعيشون خارج الزمن، فيتحدثون بصفة عامة عن كل شىء بالتفصيل الممل كما لو كان محدّثهم لا يفهم ما يقولون. وربما يتم قبول هذا الأسلوب في المقابلات العادية بين الناس، أما أن يتم تطبيق نفس الفكر في المحادثات الهاتفية فهو أمر غير مقبول نهائيًا حيث أن الحديث في الهاتف ليس مأمونا أولًا من حيث إمكانية تسرب الحديث لجهة أخرى، إضافة إلى أن من نطلبه هاتفيًا لا نستطيع أن ندرك ظروفه من حيث من يتواجد معهم أو تعطيله عن أعمال أخرى، أو حتى من جهة ارتفاع قيمة المحادثة بسبب الحديث الطويل، أو من جهة انشغال خط التليفون مما يعطل مصالح الآخرين الذين يتعامل معهم الكاهن.
إن التطويل في الحديث الهاتفي عادة غير مرغوبة نسعى أن نتخلص منها بروح التفهّم ومراعاة ظروف الآخرين. ولا يعقل أن يتحول استخدام الهاتف من توصيل معلومة قصيرة وسريعة إلى محادثات طويلة لا تنتهي.
أرى أن يظل التليفون وسيلة لتحديد موعد أو معرفة نتيجة أمر ما، أو سماع خبر معين، ولا شيء أكثر من ذلك. ففي هذا تكون فائدة توفير الوقت والجهد واضحة مما يضيف لخدمة الكاهن، بل لكل الناس إضافات لا يستهان بها.