عرض مشاركة واحدة
قديم 01 - 12 - 2021, 11:44 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رد واعتراض من أخ بروتستانتي

10- أما عن قولك "تعقلوا وكفاكم محاربة طائفية واتحدوا"، فأقول لك أن الاتحاد لا يكون بقبول أخطاء الآخر أو إخفائها، فلسنا في مجلسًا للإدارة ولا في شركة بشرية.. الاتحاد يكون برجوع الطوائف المنشقة إلى الإيمان الأصلي الذي تسلمناه من الآباء الرسل والذي ما زالت تحتفظ به كنيستنا الأرثوذكسية (في الإيمان الواحد، وأن تصبح الكنيسة واحدة..) ومن هذا المنطلق تقوم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية دوريًا بعمل مقابلات وحوارات مسكونية، وتم بالفعل اقتناع بعض الطوائف بالرجوع عن بعض أفكارها التي انحرفت بها عن الإيمان الصحيح (التوصل لاتفاقات عدة) وذلك في بعض الأمور العقائدية، والحوار جاري.. وسوف نفرد له قسمًا كاملًا في القريب هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت، مع وضع نص الاتفاقات كاملة، والكنائس المشاركة، والإمضاءات وغيرها..

11- أما القول بوجوب الاتحاد ضد الأديان المتحدية لنا (وتقصد الإسلام بالطبع)، والحروب الداخلية والخارجية، وموضوع "تقسيم المسيح".. فأعود وأقول لك إن مَنْ قَسَّم المسيح هو مَنْ انحرف عن الإيمان السليم المُسَلَّم لنا من الآباء الرسل، ولن يتم الإتحاد إلا برجوع كل مَنْ انحرف عن هذا الإيمان إلى الكنيسة الأم (الكنيسة الأرثوذكسية). وكما نرى كل الشعوب تطلب في صلواتها إلى الله من أجل إتحاد الكنائس، ولسنا نشك في أن لهذه الصلوات قيمتها وفاعليتها. بل لسنا نغالي إن قلنا إنها خطوة أولى في عودة الجميع إلى العقيدة الصحيحة السليمة، وإلى التمسك بما أقرته المجامع المسكونية الثلاثة المقدسة غير المغرضة، وفي ذلك ما يكفى لإزالة الحواجز بين الكنائس، فتعود جميع الطوائف إلى الكنيسة الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية.

فموضوع الاتحاد هذا بقبول أخطاء الآخر، أو تجاهل الفروق والعقائد والإيمانيات، فكل هذا يندرج تحت بدعة جديدة هي "بدعة اللاطائفية"! فلا تنسى يا عزيزي الزائر أن الإسلام كذلك به طوائف، وهناك فروقًا جوهرية بين السنة والشيعة على سبيل المثال، لدرجة تكفير البعض الآخر، والقتل كما نرى في العراق مثلًا.. وترى الطرق الصوفية التي يرفضها بعض المسلمون، والمحاربات وفتاوى غير المختصين والمصارعات التي تجري علنًا في التليفزيون والقنوات الفضائية عن شرعية بعض الأمور، والحجاب والنقاب وجواز هذا أو ذاك، بخلاف بعض الأمور الجارحة التي لا يُفضَّل ذكرها، والتي يعرفها الجميع.. الفروق بين الحنابلة نسبة إلى أحمد ابن حنبل، وبين الحنفية نسبة إلى أبو حنيفة النعمان، وغيرهم.. هذا بخلاف تطاولهم على رموز إسلامية موقرة مثل شيخ الأزهر وغيرهم.. فالإسلام يعرف الطوائف جيدًا، وإن كان يتجاهل الأمر حين يقتبس من مقالات موقع الأنبا تكلا أو غيره، فلا يعني هذا أن الخطأ من هذا الجانب، بل من جانب المقتبس.. وهل أمر محمود جدًا، فهو يُغَلِّف المقال والردود الإسلامية عليه بالتدليس، ويملأها بالأخطاء التي لا تخفى على المسيحي الحكيم، ويراها المسلم الذي يبحث عن الحق واضحة جلية في كذبها..

لقد حاربت الكنيسة في الكتاب المقدس العديد من البدع والهرطقات، وأول مجمع مسكوني مذكور في سفر أعمال الرسل، وتحدث بولس الرسول ويوحنا الرسول وغيرهم عن الأخطاء العقائدية صراحة.. وأصبحت جزءًا من الكتاب المقدس.. فهل كان يجب عليهم تناول الأمر في صمت، أو عدم نشره، أو تجاهل الحديث عنه بهدف الوحدة؟! الأخطاء العقائدية لا يصلح فيها هذا الأمر، بل تكون خطية إن رأيت خطأ عقائديًا ولم تتناوله وتُفَنِّده وتنشر الرأي الآبائي السليم.

* نحن نقصد بكلمة "بدعة اللاطائفية" أن اللاطائفية أصبحت أمنية صعبة التحقيق والمنال الآن، بعد مرور القرون والقرون على انشقاق الكاثوليك عن الكنيسة الأم سنة 451م كما مرت القرون والقرون على انشقاق البروتستانت عن الكاثوليك عام 1521 م. ثم انشقاق البروتستانت على بعضهم وظهور الآلاف والآلاف من الطوائف البروتستانتية ولا يوجد بينهم طائفتين متفقتين في عقيدة واحدة.

فالمنشقون عن الكنيسة هم الذين قسموا المسيح وليس الثابتين على إيمان واحد منذ بدء المسيحية.
  رد مع اقتباس