6- أما حول الأخوة المسلمون، وطُرفة تحريف الكتاب المقدس، فهي أولًا ضد التاريخ، وثانيًا ضد العقل، وثالثًا ضد الواقع!! وستجد العديد من المقالات حول هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا: كتابكم المقدس مُحَرَّف! - حول سلامة الإنجيل من التحريف، وهناك كتاب الكتاب المقدس، هل يُعقَل تحريفه؟!، وفصول من كتاب آخر: مكانة الكتاب المقدس واستحالة تحريفه..
7- أما القول بأنهم حذفوا أسفارًا كاملة من الكتاب المقدس، فهم فعلوا هذا في كتابهم!! وليس في الكتاب المقدس.. فالكتاب المقدس باقٍ ولم يتغير.. هم الذي اختاروا هذا الطريق، ولكن الطريق السليم موجود، والكتاب المقدس موجود.. فالكنيسة الأرثوذكسية من بداية التاريخ المسيحي تؤمن بنفس الكتب، والاستشهادات في الكتب وأقوال الآباء، والصلوات في الكتب الطقسية القبطية وغيرها ممتلئ بالقراءات من الأسفار القانونية الثانية.. والكنيسة الكاثوليكية كذلك تؤمن بالأسفار القانونية الثانية، حتى جاء في القرن 16 البروتستانت بالبدع الحديثة.. فالكتاب المقدس واحد، ولكن كتب تلك الطوائف هي التي تغيرت!
8- وحول كلمة "كعادتهم"، فكما أوضحنا أعلاه في هذا المقال بموقع الأنبا تكلا أن البروتسانت قاموا بنبذ الكثير والكثير من العقائد والطقوس والصلوات والأسرار المسيحية.. فأصبحت عادة كما ترى! ذلك لأنهم يسيرون بمبدأ الآية الواحدة وليس بمبدأ الفهم الواعي والكامل لروح الكتاب وحقيقة أن آيات الكتاب المقدس تكمل بعضها البعض.. وهؤلاء المدعوون "إنجيليين" لديهم مدارس لنقد الكتاب المقدس!! ألا ترى أنها مهزلة؟! فلا غريب عليهم أن يطبعوا كتابًا ناقصًا..!
من جانب تراهم يضعون كليشيه Cliché كبير للآية المشهورة: "كل الكتاب مُوحى به من الله"، ثم يتجرّأون على الكتاب المقدس عامة، والعهد القديم خاصة..!
9- قولك "لماذا لم يحافظوا على نسخهم من الضياع" قول غير سليم كما أوضحنا، فمازال الكتاب المقدس موجودًا كاملًا بلا مساس في جميع منازل وكنائس الأرثوذكس والكاثوليك في العالم أجمع. فالكنيسة القويمة هي التي ظلَّت متمسكة بالكتاب المقدس ومعترفة بقانونية كل أسفاره، وما هو بخلاف ذلك يقع تحت قول الوحي الإلهي: "وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هذِهِ النُّبُوَّةِ، يَحْذِفُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَمِنَ الْمَكْتُوبِ فِي هذَا الْكِتَابِ" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 22: 19).