الأقباط لديهم مواسم للأصوام غير موجودة في أي طائفة مسيحية أخرى، فمن الـ365 يومًا في العام، يصوم الأقباط أكثر من 210 يومًا! وخلال الصوم، غير مسموح بتناول أي من منتجات الحيوانات (اللحوم، الدواجن، اللبن، البيض، الزبد.. إلخ). وبالأكثر من ذلك، فغير مسموح بتناول أي طعام أو شراب من شروق الشمس وحتى غروبها! ولكن قواعد الصوم الانقطاعي الصارمة هذه غالبًا ما تُبَسَّط بصورة فردية حسب حالة كل شخص من حيث المرض أو الضعف أو السن أو غيره، حسب إرشاد أب الاعتراف أو الأب الروحي.. إن الصوم الكبير هو أهم الأصوام التي يهتم بها الأقباط. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وهو يبدأ بأسبوع صوم كمقدمة لهذا الصوم الهام، يتبعه 40 يومًا كذكرى لصوم السيِّد المسيح الأربعين يومًا على الجبل، يتبعها أسبوع الآلام (اسمه البصخة Pascha)، والذي يعتبر الذروة في هذا الصوم.. وهو يمثل أحداث أسبوع الآلام كلها وحتى الصَّلب في الجمعة العظيمة ونهاية بعيد القيامة المُفْرِح. ومن الأصوام الأخرى صوم مجيء السيد المسيح للعالم بالميلاد، وصوم الرسل، وصوم السيِّدة العذراء مريم، وصوم نينوى.
يرأس الكنيسة القبطية بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وستجد معلومات عن قداسته هنا في موقع الأنبا تكلا، وتحته الآباء الأساقفة والذين يشرفون بدورهم على الآباء الكهنة بالأبرشيات. وكل من البطريرك وكل الأساقفة يجب أن يكونوا رهبانًا، وكلهم أعضاء في المجمع المقدس، والذي يجتمع بصورة دورية ليباشر أمور الإيمان وشركة المؤمنين. وعلى الرغم من أن الأب البطريرك يكون على مستوى عالٍ ويُقدَّر كثيرًا من جميع الأقباط، إلا أنه لا يتمتع برفعة فوق المستوى (كنيستنا هي كنيسة مجمعية وليست كنيسة بابوية) ولا يكون معصومًا من الخطأ كما يظن الأخوة الكاثوليك. واليوم يوجد أكثر من 90 أسقفًا قبطيًا يباشرون عمل الأبرشيات داخل مصر وخارجها (كالسودان، وأورشليم، وغرب أفريقيا، وفرنسا، وإنجلترا، والولايات المتحدة الأمريكية). إن المسئولية الرعوية الرئيسية للمجتمع القبطي في أي أبرشية يقع على عاتق الآباء الكهنة والقساوسة، ويجب عليهم الدراسة في الكلية الإكليريكية قبل رسامتهم.
وهناك طائفتان أخريتان غير كهنوتيتان يهتمون بشئون الكنيسة. الأولى تُنتَخَب عن طريق المجلس الملي القبطي، والذي ظهر على الساحة عام 1883م. ليصبح هو الطريق ما بين الكنيسة والحكومة. الثاني هو مجلس الأوقاف القبطي، وظهر على الساحة عام 1928 م. ليباشر ويُراقِب إدارة أوقاف الكنيسة القبطية من خلال القانون المصري.
ويصلي الأقباط يوميًا، في كل الكنائس القبطية، من أجل وحدة كل الكنائس المسيحية. وهم يُصلّون لمصر، ونيلها، ومحصولها، ورئيسها، وجيشها، وجمهوريتها، وفوق الكل شعبها. وهم يصلون من أجل سلام العالم، ومن أجل خير وصالح الجنس البشري كله.