عرض مشاركة واحدة
قديم 01 - 12 - 2021, 07:15 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كيف نتجنب السقوط

الحقيقة الرابعة: تلك الصورة التأثيرية التي تحقق العزلة للإنسان المسيحي وتتضمن ليس فقط بعده عن شر العالم الذي يحيا فيه بل وإضفاءه نور الفضيلة والبر والقداسة والحب على هذا العالم. تلك الصورة عندما يحفظها في حياته فإنها تصونه بصفة أساسية وقبل كل شيء من أن يمس نجسًا، وتعطيه الحذر من أي شيء يدفعه للإثم والخطية، أو من أي ما يقوده بعيدًا عن إلهه فيما يكون مخالفًا لوصاياه وتعاليمه سواء بالكلام الشرير أو التعامل المغرض أو المعاشرة التي تدنس الإنسان وتفصله عن إلهه أو على الأخص الزواج من الغرباء، الأمر الذي قصده المعنى الحسي المباشر من تعبير عدم مس النجس الذي يعني عدم الزواج من الغرباء ويحرمه. والذي يؤكده أيضًا حكم الشريعة بأن مثل هذا الزواج في نظر الله نجاسة وإثم.

تلك الصورة تجعل الإنسان المسيحي واعيًا إلى أنه متى وضع نفسه في دائرة الإثم والنجاسة فإنه يكون قد انفصل بطبيعته عن دائرة البر الذي في المسيح، ويكون حينئذ قد انقطعت عنه كل إمكانية للتأثير الروحي الذي للتقوى في الآخرين.

ثم تؤكد له في النهاية بالاختبار العملي أنه متى عاش بعيدًا عما يفصله عن المسيح أو عما يفقده الإيمان به خصوصًا بسبب زواجه من الغرباء فإنه يظل إلى آخر لحظة من حياته إناءً مقدسًا قابلًا لعمل الروح القدس فيه، ومحفوظًا بعناية الله لكي يستخدمه المسيح في أي وقت لأي عمل روحي عظيم، أو على الأقل في حالة سقوطه في أية خطية أخرى سيقوده يومًا للتوبة لخلاص نفسه، وحينئذ سيكون حتى في توبته بركة للآخرين أيضًا. أي أن الإنسان يمكن أن تنفعه التوبة، وله رجاء دائم في الخلاص طالما هو باق على إيمانه بالمسيح. ولكنه متى فقد إيمانه بالمسيح بسبب زواجه من الغرباء فإنه يكون قد فقد كل رجاء في خلاص نفسه. وإن كانت حكمة الله سمحت للإنسان أن يحيا في عالم تكتنفه مثل هذه الظروف فإنما لكي يعطيه فرصة للمقاومة والجهاد في الحرب الطاحنة مع رئيس هذا العالم إبليس الذي يجول كأسد زائر ملتمسًا من يبتلعه هو (1بط5: 8). حتى إذا ما خرج الإنسان غالبًا ومنتصرًا فإنه ينال مكافأته من المسيح الذي وعد بأن من يغلب فسيعطيه أن يجلس معه في عرشه (رؤ3: 21) وذلك مثل الكثيرين من آبائنا القديسين الذين غلبوا العالم لأنهم استطاعوا بقوة أن يعتزلوا اتجاهاته الفكرية ويقاوموا تياراته الجسدية.
  رد مع اقتباس