7 - مرض أبونا بيشوي وانتقاله المبكر:
أما عن الانتقال المبكر لأبونا بيشوي فحيث قد انتهت في تقدير الله رسالة أبونا بيشوي على الأرض فكان لابد أن ينتقل إلى بيته الأبدي كما يقول الكتاب "ولما كملت أيام خدمته مضى إلى بيته" (لو1: 23). خصوصًا أنه كان قد جاء وقت على أبونا بيشوي أحس فيه أنه من الأفضل أن ينطلق. وذلك طبعًا ليس بسبب مرضه الأخير بل إن مرضه الأخير قد جاء ليمهد لانطلاقه. إلا أن حياة أبونا بيشوي ينطبق عليها القول "إن الحياة القصيرة الممتلئة خيرٌ من الحياة الطويلة الفارغة". وحجم ما بناه أبونا بيشوي في الخدمة والكرازة والعمل الرعوي يفوق كثيرًا زمن غربته على الأرض.
أما عن آلام مرضه فإن كان لسان حاله كان يردد بصددها " أُكَمِّلُ نقائص شدائد المسيح في جسمي" (كو1: 24) لكنه كان يدرك أن هذا المرض هو طريق عبوره إلى السماء، ولم يكن مرضه تزكية فقط لإيمانه واحتماله بقدر ما كان درسًا لنا نحن لكي نقتدي به في حمل الصليب.