عرض مشاركة واحدة
قديم 30 - 11 - 2021, 08:06 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب عندي سؤال (الجزء الثاني)


خامسًا: هل أخطًا عُزَّةُ عندما أمسك بالتابوت؟:
الواقعة بحسب نص الكتاب هي: "فَأَرْكَبُوا تَابُوتَ اللهِ عَلَى عَجَلَةٍ جَدِيدَةٍ، وَحَمَلُوهُ مِنْ بَيْتِ أَبِينَادَابَ الَّذِي فِي الأَكَمَةِ. وَكَانَ عُزَّةُ وَأَخِيُو، ابْنَا أَبِينَادَابَ يَسُوقَانِ الْعَجَلَةَ الْجَدِيدَةَ. فَأَخَذُوهَا مِنْ بَيْتِ أَبِينَادَابَ الَّذِي فِي الأَكَمَةِ مَعَ تَابُوتِ اللهِ. وَكَانَ أَخِيُو يَسِيرُ أَمَامَ التَّابُوتِ، وَدَاوُدُ وَكُلُّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ يَلْعَبُونَ أَمَامَ الرَّبِّ بِكُلِّ أَنْوَاعِ الآلاَتِ مِنْ خَشَبِ السَّرْوِ، بِالْعِيدَانِ وَبِالرَّبَابِ وَبِالدُّفُوفِ وَبِالْجُنُوكِ وَبِالصُّنُوجِ. وَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى بَيْدَرِ نَاخُونَ مَدَّ عُزَّةُ يَدَهُ إِلَى تَابُوتِ اللهِ وَأَمْسَكَهُ، لأَنَّ الثِّيرَانَ انْشَمَصَتْ." (2صم6: 3- 6).

بالتدقيق، والبحث يمكننا أن نجزم بخطأ عُزَّةُ مما يلي:

· شهادة الكتاب القائل: "إن غضب الرب حمي على عُزَّةُ "، وليس معقولًا أن الرب غضب على عُزَّةُ دون أن يخطئ.

· يقول الكتاب لأجل غفلهِ، وليس لأجل غفلة، وهذا يعني أنه كان يعلم أن فعله هذا ممنوع، وغير مسموح انتهاك حرمة تابوت الله تحت أي ظرف من الظروف، ولا عذر يبيح ذلك كما أشرنا سابقًا، ولكنه تغافل عن ذلك واللفظ في الترجمات الإنجليزية (his error or his temerity) يعني أخطأ أو تجاسر أو تهور.

· من المفترض أن عُزَّةُ تعلم، واستلم من إليعازار المكلف بحراسة تابوت الله (قد يكون أباه أو عمه) قدسية هذا التابوت وحرمته، وأنه رجع إلى أسفار موسى النبي، ودرس كل ما يتعلق بتابوت الله لأنه من سبط لاوي، وهو أقرب مايكون من تابوت الله ومن المفترض أنه خلال سنوات عمره قد سمع من أهله كيف ضرب الرب الفلسطينيين بالأمراض، وكيف أرجعوا التابوت مكرمًا ومعه تقدمات، وكيف ضرب الرب أهل بيت شمس، لأنهم خالفوا وصايا الله في التعامل معه.

· من المفترض أن يكون عُزَّةُ قد تدرب أن لا يقترب من التابوت أبدًا مهما كان الأمر، حتى أصبح ذلك عقيدة تلقائية لا يمكنه نسيانها، لكن يبدو أنه قد تعود على الاستهتار، واقترب من التابوت مرات كثيرة قبل ذلك، وقد يكون إمساكه بالتابوت نوعًا من الاستعراض أمام الجمع.

· ألم يفكر عٌزَّةُ عندما انشمصت الثيران أن هذا قد يكون غضبًا من الله، خصوصًا أنه يعلم أمر البقرتين المرضعتين، اللتين وضع عليهما الفلسطينيون التابوت، وكيف تركتا رضيعيهما، وسارتا دون أي مقاومة إلى بيت شمس دون أن يميلا يسارًا أو يمينًا. لقد كان واجب عليه أن يوقف العربة، ولا يحاول أن يكمل المسير، لأنه بحسب نص الكتاب كان أخوه أخيو يسير أمام التابوت وهو يسوق العجلة الجديدة الحاملة للتابوت، ولكنه على ما يبدو أنه استدار للخلف ليمسك بالتابوت بدلًا من أن يتوقف. فحمي غضب الرب عليه.


أخيرًا: لماذا لم يتساهل الله مع عُزًّةُ؟:
· أولًا: لو تساهل الله ولم يأخذ موقفًا مثل هذا مع عُزَّةُ أمام هذا الجمع لكان هذا بمثابة تصريح علني من الله بانتهاك المقدسات، ومخالفة وصايا الله ونواهيه، ولضاعت حينئذ هيبة الله، وقدسية مقدساته تحت مبرر أنه تجوز المخالفة لحسن النية.



· ثانيًا: لنفترض جدلًا أن عُزَّةُ صنع ذلك بنية طيبة، لكنه كان لابد أن يموت بحسب القانون الالهي، الذي شرعه الله بخصوص التابوت، وذلك كما يحدث عندما يموت إنسان سقط سهوًا من على جبل عال بسبب قانون الجاذبية الأرضية. وفي كلتا الحالتين لن يعاقبهما الله في الأبدية، لأن ذلك كان حادثًا عرضيًا، لا ذنب لهما فيه، لكنهما كانا لابد أن يموتا طبقًا لقانون الله الخالق، ولا استثناء في ذلك.
  رد مع اقتباس