الموضوع: كتاب عندي سؤال
عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 30 - 11 - 2021, 07:45 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
بشرى النهيسى بشرى النهيسى غير متواجد حالياً
..::| VIP |::..
 
تاريخ التسجيل: Oct 2021
الدولة: مصر
المشاركات: 25,621


سادسًا:
الله قادر أن يسند المظلومين ويعزيهم، بل يفرحهم ويعوضهم في أشياء أخرى، حتى وإن كانوا في أتون أو لهيب الشدائد، والأمثلة كثيرة في الكتاب المقدس عن تعزيات الله للمظلومين نذكر منها تعزيات الله لداود النبي ونفسيته الفرحة، حتى أنه رتل المزامير بفرح بالرغم أنه كان مطاردًا من شاول الملك الذي كان يموت غيظًا وحقدًا، فبينما كان شاول يطلب قتله ترنم داود قائلًا: "عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فِي دَاخِلِي، تَعْزِيَاتُكَ تُلَذِّذُ نَفْسِي" (مز94: 19).
سابعًا:
يطالبنا الله قاضي المسكونة الديان العادل بالانتظار والصبر حتى تتم مقاصده الصالحة والخيرة نحو خليقته... والصبر هنا لأن الله في محبته ليس قاضيًا فقط، بل هو أيضًا كمثل طبيب وجراح معه مشرط لكن عظمته في أنه لا يستخدمه إلا لبتر العضو الذي تأكد من موته بالفعل، والناس تمدح ذلك الطبيب لصبره وتأنيه واستماتته في مداواة العضو المريض، أما إن تسرع لاستعماله المشرط بحجة أن المريض يعاني بعض المعاناة فحتمًا سيسبب ضررًا لمريضه وحينئذ يستحق اللوم علي تسرعه، وقد تسحب منه نقابة الأطباء رخصة مزاولته للمهنة. إن الأفضل لنا جميعًا أن يتأنى الله علينا لأننا جميعنا خطاة، أما عندما يستنفذ العضو الفاسد كل فرصة للإصلاح، يأتي دور الجراحة أو بالحري دور القضاء لأن الله قاض عادل وأيضًا صالح، ولكنه لا ولن يسكت على الشر.



شواهد كتابية:

"إِذًا لاَ تَحْكُمُوا فِي شَيْءٍ قَبْلَ الْوَقْتِ، حَتَّى يَأْتِيَ الرَّبُّ الَّذِي سَيُنِيرُ خَفَايَا الظَّلاَمِ وَيُظْهِرُ آرَاءَ الْقُلُوبِ. وَحِينَئِذٍ يَكُونُ الْمَدْحُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ اللهِ" (1كو4 :5).
ثامنًا:
الموت للأشرار الذين عاشوا حسب هواهم ليس نهاية المطاف، ولا هو منفذ لُهم يهربون بواسطته من عدالة الله، بل هو انتهاء الفرصة الممنوحة لهم للنجاة من العقاب الأبدي، ومثلهم في ذلك مثل لص هارب، ولكنه قد تم القبض عليه، ووضع في قفص الاتهام، ولن يستطيع أن يفلت منه دون عقاب.



شواهد كتابية:

"قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا:«أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي، وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا»" (يو8: 21).

تاسعًا:
ما تمتع به البعض في زمان حياتهم على الأرض لا يقاس بما ينتظر الأبرار المتألمين الشاكرين من فرح ونعيم أبديين، ولن يذكر الأبرار هذه الشدائد بأسى بل بفرح، لأنها حينئذ ستكون لهم كنياشين لمجدهم ودليل على استحقاقهم، كما يَذكرُ الطالب أيام جهاده في الدراسة والمذاكرة بفخر بعد نجاحه وتفوقه.



شواهد كتابية:

"فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابني، اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ، وَكَذلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ" (لو16: 25).


عاشرًا:
ما ناله البعض من خير كثير، ليس فرصة أعظم للرفاهية والسعادة، وليس للعيش ببذخ دون غيرهم، لكنه وديعة من الله أو وزنات ليتاجروا بها لحساب الله، وسيحاسبون كيف وظّفوها لحساب الخير والحب، ولحساب من ليس لهم، ودليل ذلك أن الكتاب يحذر من خطر التنعم الزائد والإسراف على الذات، لأن ذلك سيجعل صاحبه قد استوفى خيراته على الأرض، ويحذر أيضًا من التقطير على المحيطين، لأن من يأخذ أكثر سيقدم حسابًا أكثر عمَّا وهبه الله له.



شواهد كتابية:

· "فَدَعَا عَشَرَةَ عَبِيدٍ لَهُ وَأَعْطَاهُمْ عَشَرَةَ أَمْنَاءٍ، وَقَالَ لَهُمْ: تَاجِرُوا حَتَّى آتِيَ" (لو13:19).

· "فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابني، اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ، وَكَذلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ" (لو16 : 25).
رد مع اقتباس