عرض مشاركة واحدة
قديم 29 - 11 - 2021, 08:18 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الطموح وتعظُّم المعيشة




من الطموحات العالمية أيضًا: الذين بنوا برج بابل.

أرادوا العظمة والعلو. وقالوا "هلمّ نبنِ لأنفسنا مدينة، وبرجًا رأسه في السماء. ونصنع لأنفسنا اسما.." (تك4:11). فكانت النتيجة أن الله بلبل ألسنتهم، وبددهم على وجه الأرض.. (تك 11: 7، 8). لأن الله لم يوافق على هذا الطموح الممتزج بحب العظمة والكبرياء..



ولكن أسوأ طموح كان طموح الشيطان!!

هذا الذي كان ملاكًا ورئيس ملائكة، هذا الذي لقبه الكتاب بالكاروب المنبسط الْمُظَلِّلُ. وكان كاملًا في طرقه يوم خُلق (حز15،14:28).

وعلى الرغم من سقوطه استمر في طموحاته الشريرة.

حتى وصل به الأمر أنه من على جب التجربة قال للسيد المسيح له المجد، وهو يشير إلى جميع ممالك الأرض ومجدها "أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي" (مت9،8:4).. فانتهره الرب قائلًا اذهب يا شيطان.

واستمر في طموحاته، يريد أن ينافس الله، ويضل الأمم الذين في أربع زوايا الأرض (رؤ8:20). ويسبب الارتداد العظيم الذي يسبق المجيء الثاني (2تس5:3).

وبنفس هذا الطموح الخاطئ عمل على إسقاط أبوينا الأولين، في الإغراء على الأكل من شجرة الخير والشر، قائلًا "تصيران مثل الله عارفين الخير والشر" (تك5:3).

هناك نوع من الطموح يمتزج بالغرور.

غرور سابق للطموح، وغرور لاحق له...


أما عن الغرور السابق، فهو أن يظن الشخص في نفسه فوق ما يستطيع ويرتئي فوق ما ينبغي (رو2:12). وربما يقفز إلى درجات روحية فوق إمكانيات، فلا يحسن منها شيئًا بل يهبط إلى أسفل. أو يطمح إلى مسئوليات فوق قدراته فيفشل. ويقول يشوع بن سيراخ في هذا: "لاَ تَطْلُبْ مَا يُعْيِيكَ نَيْلُهُ، وَلاَ تَبْحَثْ عَمَّا يَتَجَاوَزُ قُدْرَتَكَ، لكِنْ مَا أَمَرَكَ اللهُ بِهِ، فِيهِ تَأَمَّلْ.. وَمَا جَاوَزَ أَعْمَالَكَ، فَلاَ تُكْثِرِ الاِهْتِمَامَ بِهِ.. وَإِنَّ كَثِيرِينَ قَدْ أَضَلَّهُمْ زَعْمُهُمْ، وَأَزَلَّ عُقُولَهُمْ وَهْمُهُمُ الْفَاسِدُ.." (سفر يشوع بن سيراخ 3: 22-26). ويقول أيضًا: "لاَ تَلْتَمِسْ مِنَ الرَّبِّ رِئَاسَةً، وَلاَ مِنَ الْمَلِكِ كُرْسِيَّ مَجْدٍ.. لاَ تَبْتَغِ أَنْ تَصِيرَ قَاضِيًا، لَعَلَّكَ لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَسْتَأْصِلَ الظُّلْمَ؛ فَرُبَّمَا هِبْتَ وَجْهَ الْمُقْتَدِرِ؛ فَتَضَعُ فِي طَرِيقِ اسْتِقَامَتِكَ حَجَرَ عِثَارٍ" (سي4:7-6).

وإن نجح في شيء، يلحقه غرور آخر، فيطلب المزيد..

إن كثير من القادة السياسيين أضاعهم الطموح الزائد في الاتساع ومواصلة الانتصار، حتى انتهوا إلى الفشل والضياع، مثلما حدث لهتلر ولنابوليون أيضًا..
  رد مع اقتباس