عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 11 - 2021, 08:17 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

الطموح وتعظُّم المعيشة


سؤال: ما المقصود بتعظم المعيشة؟ وهل الطموح يعد تعظم معيشة؟ علي اساس انه يهدف الي اشياء عالمية. وبمعني اخر هل هناك فرق بين الطموح وتعظم المعيشه، وخصوصا ان اغلب الطموحات تطلعات عالمية كالشهرة والمركز المالي والاجتماعي وهي في ذاتها تعظم معيشة


الإجابة:

الطموح ambition هو الرغبة في الازدياد، والتطلع باستمرار إلى قدام.

هو حالة إنسان لا يكتفي، ولا يجب أن يقف عند حد.

فهل هذا خطأ أم صواب؟ هل هو وضع روحي أم غير روحي؛ طبيعي أم غير طبيعي؟ يستمر فيه الإنسان أم يقاومه؟ إنه سؤال هام نجيب عليه الآن، من حيث نوعية الطموح واتجاه مساره.

الطموح هو شيء طبيعي. جزء من طبيعة الإنسان.

فكيف ذلك؟ نقول أن الإنسان قد خُلِق على صورة الله ومِثاله. والله غير محدود. فكيف يكون الإنسان على صورة الله في هذه الصفة بالذات، بينما الله هو الوحيد غير المحدود؟ الإجابة هي:


لقد أوجد الله في الإنسان اشتياقًا إلى غير المحدود.

مادام الإنسان لا يمكن أن يكون غير محدود في ذاته. لأن هذه صفة الله وحده، لذلك أصبحت عدم المحدودية يمكن أن تكون في رغباته وفي طموحاته.. كلما يصل الإنسان إلى وضع، يشتاق إلى ما هو أعلى، وما هو أفضل، في النطاق المسموح به لإنسانيته، بحيث "لا يرتئي فوق ما ينبغي.. بل يرتئي إلى التعقل" (رو3:12).

مادام الإنسان على صورة الله، إذن فالطموح شيء طبيعي.

ولكن يختلف الطموح من شخص لآخر.

وحسب نوع الطموح يُحكَم عليه بأنه خير أو شر...

"لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله" (أف19،18:4).

ويقول قداسة البابا شنوده: صدقوني يا أخوتي أنني أقف مبهوتًا ومنذهلًا أمام هذه العبارة الأخيرة:

"لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله"..؟!

مادام طريق الكمال طويلًا جدا إلى هذا الحد، وإلى هذا المفهوم العميق، إذن ينبغي أن لا نسير فيه ببطء أو تكاسل، بل نستمع إلى القديس المختبر، وهو يقول "أركضوا لكي تنالوا.." (1كو24:9). ويطبق هذا على نفسه فيقول: "إذن أنا أركض هكذا" (1كو26:9).. عجبًا على هذا القديس، الذي كان ما زال يركض، حتى بعد أن صعد إلى السماء الثالثة.

الطموح المقدس إذن هو طموح روحي.

نحو الهدف الروحي، وبأسلوب روحي.
ومع ذلك هناك طموح آخر، عالمي وخاطئ، فما هو؟

الطموح الخاطئ:

إنه طموح مركَّز على الذات، ولأهداف عالمية، وربما بوسائل خاطئة..

مثل الطموح في الغنى، في اللذة، في الشهوة، في المال، في الألقاب، في العظمة، في المجد الباطل.. وما أشبه..



مثال ذلك الغني الغبي.

هذا الذي "أخصبت كورته" فقال "أهدم مخازني، وأبني أعظم منها، وأجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي. وأقول لنفسي: يا نفسي لكِ خيرات كثيرة موضوعة لسنين عديدة. استريحي وكلي واشربي وافرحي" (لو19،18:12). (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) وهكذا كان مركزًا في المادة وحول ذاته. ولم تدخل علاقته بالله في طموحه. لذلك سمع ذلك الحكم الإلهي: "يا غبي، في هذه الليلة تؤخذ نفسك منك. فهذه التي أعددتها، لمن تكون؟!" (لو20:12).



مثال آخر هو سليمان الحكيم:

كانت طموحاته في العظمة والرفاهية، وفي اللذة والنساء. وهكذا قال عن نفسه "فعظمت عملي. بنيت لنفسي بيوتا، غرست لنفسي كروما، عملت لنفسي جنات وفراديس.. قنيت عبيدا وجواري.. جمعت لنفسي أيضا فضة وذهبا وخصوصيات الملوك والبلدان. اتخذت لنفسي مغنين ومغنيات، وتنعمات بني البشر سيدة وسيدات. فعظمت وازددت أكثر من جميع الذين كانوا قبلي في أورشليم.. ومهما اشتهته عيناي لم امسكه عنهما" (جا4:2-10).

وماذا كانت نتيجة كل هذه الطموحات العالمية؟ يقول سليمان الحكيم "ثم التفت أنا إلى كل أعمالي التي عملتها يداي، وإلى التعب الذي تعبته في عمله، فإذ الكل باطل وقبض الريح، ولا منفعة تحت الشمس" (جا11:2).

نعم، هذا هو الطموح العالمي الباطل.. وكيف أنه قاد سليمان إلى الخطية وإلى عقوبة الله. وقال عنه الوحي الإلهي "إن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى. ولم يكن قلبه كاملًا مع الرب إلهه.." (1مل4:11).
رد مع اقتباس