5- عدم احترام نقطة ضعف الأبناء!
الموقف:
أحياناً يعاني الطفل من التلعثم في الكلام (أو أي نقطة ضعف أخرى) لم يستطع بعد ضبط الكلام بثقة. إذا سخر منه أي شخص غريب، أو زميله في الدراسة مثلًا قد يكون هذا مُحتملًا ومغفورًا، ولكن إذا سخر منه أحد أفراد أسرته فهذه جريمة عُظمى لا تُغتفر، يجب عدم السماح بها أو قبولها بأي شكل من الأشكال. لأن أهل البيت أو الأسرة هي مصدر أمان الطفل، فإذا سخروا منه، إذا أصبح مصدر الأمان هو مصدر الرعب أو مصدر الإهانة، بدلًا من الأمان، يتسبب ذلك في ضرر بالغ للطفل.
الضرر: قد لا يظهر الطفل أي تأثر في نفس اللحظة ولكن تبدأ الصراعات النفسية، التي قد تستمر معه طوال حياته.
"احترام الأبناء" أحد واجبات الآباء نحو أبنائهم:
+ إذًا قضية احترام الكبير للصغير قضية خطيرة جدًا، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. بالطبع عندما أُكلم الشباب لا بُد سأقول لهم: "أكرم أباك وأمك..." وسأكلمهم عن ضرورة احترام الأب والأم. لكن أقول للكبار: "لا تغيظوا أولادكم" ("وَأَنْتُمْ أَيُّهَا الآبَاءُ، لاَ تُغِيظُوا أَوْلاَدَكُمْ، بَلْ رَبُّوهُمْ بِتَأْدِيبِ الرَّبِّ وَإِنْذَارِهِ" ( أفسس 6: 4)، " أَيُّهَا الآبَاءُ، لاَ تُغِيظُوا أَوْلاَدَكُمْ لِئَلاَّ يَفْشَلُوا" (كولوسي 3: 21)).
+ أحد أهم أسباب غيظ أبنائنا عدم احترامهم (عدم احترام رأيه، عدم احترام وجوده، عدم احترام خصوصيته، عدم احترام حريته، عدم احترام نقطة ضعفه).
الاحترام واجبنا نحو الجميع:
+ إذًا الاحترام في التربية بند مُهمل جدًا في مجتمعاتنا. المجتمعات الشرقية للأسف لا تحترم سوى: الأغنياء، أو كبار السن، أو المسئولين وقد يكون الاحترام ليس كما ينبغي أيضًا!
+ لماذا لا نحترم الطفل؟! بالرغم من أن الطفل أنقى من الجميع!
+ ولماذا لا نحترم الإنسان الجاهل؟! بالرغم من أنه قد يسبقنا للسماء! فقد يكون جاهلًا في العلم العادي ولكنه روحيًا أفضل منا جميعًا.
نحن أحيانًا لا نتحرك بمبادئ روحية بل بمبادئ عالمية.
السيد المسيح وضع الأطفال في أعلى مكانة روحيًا
مكانة الطفل عند الرب يسوع له المجد!
عندما انتهر التلاميذ الأطفال ليبعدوهم عن ربنا يسوع، أوقف السيد المسيح كل شيء وانتهر التلاميذ قائلًا: "دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (مت 19: 14)، (مر 10: 14)، (لو 18: 16) واحتضن الرب يسوع التلاميذ ولاطفهم.
فكرة عدم احترام الأطفال سائدة في الشعوب الشرقية عمومًا من زمن المسيح، ينظرون للصغير على أنه صغير لا يحق له الاحترام، ولكن العكس بالنسبة للسيد المسيح، فالصغير له كل الاحترام.
السيد المسيح وضع الطفل في أعلى مكانة وأعلى درجة من الروحانية في الكنيسة! فعندما سأله التلاميذ عن "مَنْ هُوَ أَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ؟" يقول الكتاب: "فَدَعَا يَسُوعُ إِلَيْهِ وَلَدًا وَأَقَامَهُ فِي وَسْطِهِمْ وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هذَا الْوَلَدِ فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ"" (إنجيل متى 18: 1-4).
ولنا لقاء في كل محاضرة بنقطة من نقاط التربية.
ملخص المحاضرة:
أحد أهم أسباب متاعب أبنائنا النفسية عدم احترامهم (عدم احترام رأيه، عدم احترام وجوده، عدم احترام خصوصيته، عدم احترام نقطة ضعفه، عدم احترام حريته). كثير من الشباب الذي يعالج نفسيًا، سبب تعبه أساسًا كبت حريته. وهذا الكبت يتسبب أحيانًا في مآسي. في ثورات داخلية صعبة جدًا.
+ عدم احترام الأطفال يغرس فيهم غضب، صغر نفس، ميل لليأس، عداوة، قلق شديد.
+ قد يقع الصغار في الإدمان حين يكبرون لمجرد أنهم لم يجدوا الاحترام في بيوتهم!
+ احترم وجود ابنك، ورغبته، ونقطة ضعفه، وحريته. من حقك أن تتكلم مع ابنك وتتحاور معه وتقول له رأيك، ولكن لا تفرض عليه شيء، بل اترك له حرية الاختيار واحترم حريته في الاختيار، فالله له المجد يحترم حريتنا.
تذكر أن السيد المسيح وضع الطفل في أعلى مكانة روحية وعلمنا "إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ".
احذر من:
انتهار ابنك الصغير عندما يتكلم أمام الكبار.
اتخاذ تصرفات أبنائك (خاصة ما يخجلهم) وسيلة لإضحاك الآخرين.
عدم احترام خصوصيات أبنائك أو فضح خصوصياتهم.
عدم إعطاء أبنائك مساحة من الحرية.
السخرية من نقطة ضعف ابنك أو إهانته.