عرض مشاركة واحدة
قديم 23 - 11 - 2021, 10:13 PM   رقم المشاركة : ( 27 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كل سنه وأنتم طيبين

حديث الملاك للعذراء
"فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى أن تكون هذه التحية.. فقال لها الملاك: لا تخافي يا مريم، لأنك وجدت نعمة عند الله" (لو 1: 29، 30).

لقد اضطربت العذراء ولم تستطع أن تجاوبه إذ لم يسبق لها أن قدمت تحية لرجل من قبل، لكنها إذ عرفته من هو أجابته، هذه هي التي كانت تخاف الحديث مع رجل صارت تتحدث مع ملاك بلا خوف.

لا نستطيع أن ننكر أن ما اتسمت به العذراء من حياء شديد وتكريس كامل لحساب الرب، وعدم رغبتها في الزواج كما يظهر من قولها للملاك: [كيف يكون لي هذا وأنا لست أعرف رجلًا] لكنها كانت الإنسانة الفعالة في الجماعة المقدسة، فعالة بصلواتها وتقواها، وفعالة أيضا بقبولها عطية الله الفائقة (تجسد الكلمة في أحشائها)، وفعالة في الخدمة ففي أول معجزة للسيد المسيح طلبت منه "ليس لهم خمر"( يو 2: 3)، ورافقت السيد المسيح حتى الصليب وبعد الصعود كانت مع التلاميذ تسندهم، فالبتولية لا تعني السلبية إنما إيجابية الحب الباذل المعلن خلال العبادة والعمل في حدود مواهب الإنسان التي يتسلمها من الرب نفسه، لذلك يقول القديس أغسطينوس: لا تكرم البتولية من أجل ذاتها وإنما لانتسابها لله..

جاء الوعد الإلهي للقديسة مريم على لسان الملاك: "وها أنت ستحبلين وتلدين ابنًا وتسمينه يسوع، هذا يكون عظيما وابن العلي يُدْعَى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية" (لو 1: 32).

إذ سمعت القديسة مريم الوعد الإلهي بروح الاتضاع وفي إيمان دهشت إذ كان الوعد فريدا لم تسمع في الكتب المقدسة إنسانا ناله لهذا تساءلت: " كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلًا؟! فأجاب الملاك وقال لها: الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله " (لو 1: 34، 35).

يظهر من حديث العذراء أنها قد نذرت البتولية، فلو أنها كانت تود الزواج لما قالت هكذا ؛ بل تقول "متى يكون هذا؟!"..... منتظرة تحقيق الوعد خلال الزواج، لقد وضعت في قلبها أن تكون بتولا للرب فحل البتول فيها ليقدس فيها بتولية الكنيسة الروحية.. وكما يقول القديس أغسطينوس: [ اليوم تحتفل الكنيسة البتول بالميلاد البتولي... فقد أكد السيد المسيح بتولية القلب التي يريدها للكنيسة أولا خلال بتولية جسد مريم، فالكنيسة وحدها هي التي تستطيع أن تكون بتولا فقط حين ترتبط بعريس، ألا وهو البتول، إذ تقدم له ذاتها تماما].

أمام هذا الإعلان أحنت رأسها بالطاعة لتقول: "هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك" (لو 1: 38).

زكريا الكاهن شك في إنجاب زوجته، ولكن العذراء سمت بإيمانها على الكاهن ؛ فالكاهن أخطأ وتوارَى والعذراء قامت بإصلاح الخطأ].

العذراء تصف نفسها أمة للرب مع أنها اختيرت أما له، فإن الوعد الذي تحقق لم يسقطها في الكبرياء.
  رد مع اقتباس