ثالثًا : أساس كفاية ذبيحة المسيح:
(أ) أكد المسيح أنه جاء طوعًا، "ليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مت 28:20، مرقس 45:10)، فلم يجبره أحد ولا الآب على أن يبذل نفسه، فقد قال:"أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" (يو 11:10)، "لهذا يحبني الآب لأني أضع نفسي لآخذها أيضًا. ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها، ولي سلطان أن آخذها أيضًا" (يو 17:10و18).
(ب) ويؤكد لنا الرسول بولس أن المسيح قد أسلم نفسه طوعًا:"ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه من أجلي" (غل 20:2)، فالذي أسلم نفسه هو "ابن الله" مما يسمو إلى أبعد حد بقيمة الذبيحة، وقد تبرهن ذلك بقيامته من الأموات (رو4:1)، فهو لم يكن مجرد إنسان بل "الابن الكامل القدوس"، وبموته وقيامته ضمن "تبريرنا" (رو25:4، 1كو 3:15و4و17). كما يؤكد لنا أيضًا أن الذي مات وقام "لم يعرف خطية" (2كو 21:5).
(ج) أما كاتب الرسالة إلى العبرانيين، فيوضح أسس كفاية ذبيحة المسيح:
(1) إنها لم تكن ذبيحة حيوانية، بل"بدم نفسه" (عب 12:9 14و26، 4:10و12).
(2) إنها ذبيحة "ابن الله" (عب 5:3) الذي هو "بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته" (عب 3:1).
(3) الذي بذل نفسه هو ملك وكاهن على رتبة ملكي صادق ملك ساليم (عب 20:6، 1:7).
(4) وهو "قدوس بلا شر ولا دنس" (عب26:7و27، 14:9، 10:10و12 ).
(5) وهو "السرمدي، الأزلي الأبدي، بحسب قوة حياة لا تزول... إلى الأبد" (عب 20:6، 16:7و17).
(6) كما يبلغ كاتب الرسالة إلى العبرانيين الذروة في بيان كفاية ذبيحة المسيح، عندما يتكلم عنه داخلًا إلى قدس الأقداس السماوية، إلى حضرة الله بعد أن أكمل عمل الفداء (عب1:8و2، 11:9و12و24).
(د) يؤكد كل من الرسولين بطرس ويوحنا عظمة المسيح ومجده (1بط 19:1، 22:2و23، يو1:1 4، 1يو 7:1، 2:2).