ثانيًا- الاضطهاد في أيام العهد الجديد:
(أ) في سفر الأعمال:
وصف أحدهم (ك. س لاتوريت) مسار الكنيسة في التاريخ، ابتداء من أعمال الرسل بأنها " سارت في مهب العاصفة " فما أن تأسست الكنيسة في يوم الخمسين حتى قبض على الرسولين بطرس ويوحنا ومثلا أمام السنهدريم (أع 4: 1-22) وسرعان ما أدى ذلك إلى قتل استفانوس أول شهداء المسيحية (أع 6: 8؛ 7: 60) وأعقب ذلك وقوع " اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في أورشليم، فتشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة" (أع 8: 1)، وكان شاول الطرسوسي -قبل تجديده- " ينفث تهديدًا وقتلًا على تلاميذ الرب" (أع 9: 1). وكان " له سلطان من قبل رؤساء الكهنة أن يوثق جميع الذين يدعون " باسم الرب يسوع المسيح" (أع 9: 14).
وقد أمر هيرودس الملك بقتل يعقوب الرسول (أع 12: 1 و2)، وكان مزمعًا أن يقتل بطرس أيضًا لولا أن الرب أنقذه بمعجزة" (أع 12: 3-10).
" والذين تشتتوا حالوا مبشرين بالكلمة" (أع 8: 4)، اتمامًا لأمر الرب: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به، وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (مت 28: 19 و20)، كما قال لهم: "لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودًا في أورشليم، وفي اليهودية والسامرة وإلى اقصى الأرض" (أع 1: 8).
وكان الرب قد سبق أن أنبأ بهذه الاضطهادات (مت 5: 11، مرقس 4: 17، لو 6: 22، يو 16: 2 و33). وقد تعرض الرسول بولس ورفقاؤه للاضطهاد في أيقونية ولسترة (أع 14: 5 و19)، وفي فيلبي (أع 16:19 - 40)، وفي كورنثوس (أع 18: 12-17)، وفي أورشليم (أع 21: 27-33، 22: 23، أنظر 2 كو 11: 24-33).