نعم البتولية لها كرامة أعلى، وكما أوضح بولس الرسول في أكثر من موضع في (1 كو 7): "حسن للرجل أن لا يمس امرأة " و"أريد أن يكون جميع الناس كما أنا"، "أي بتوليين". و"أقول لغير المتزوجين وللأرامل إنه حسن لهم إذا لبثوا كما أنا" و"أنت منفصل عن امرأة فلا تطلب امرأة" و"أقول هذا أيها الإخوة الوقت منذ الآن مقصر، لكي يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم" و"أريد أن تكونوا بلا هم، غير المتزوج يهتم فيما للرب كيف للرب كيف يرضى الرب، وأما المتزوج فيهتم فيما للعالم كيف يرضى امرأته" و"من زوج فحسنا يفعل ومن لا يزوج يفعل أحسن" (1 كو 7: 38،32،29،8،7،1 - وانظر أيضا 37،26).. وكما يقول سفر الحكمة: "إِنَّ الْبَتُولِيَّةَ مَعَ الْفَضِيلَةِ أَجْمَلُ" (حك 4: 1).
ولكن العِبْرَة بالطبع هي في الجهاد الروحي والنصرة على الحروب بمعونة الله.. وقد رأينا حالات فاق فيها أبرار متزوجون آخرين بتوليين أو رهبان أو متوحدين.. فليست البتولية هي المقياس الوحيد على القداسة، فالله هو "الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ" (رو 2: 6).. وكما نرى على جبل التجلي أيضًا أنه كان مع الرب يسوع إيليا البتول، وموسى المتزوج! وكان من تلاميذ السيد المسيح من كانوا متزوجين، كما نرى من قصة "حماة سمعان" (القديس بطرس الرسول)..
وإن كان البتوليون فقط هم الذين يخلصون، فكيف يعتمد الرجل هو وأهل بيته كما نرى مثلًا في سفر أعمال الرسل، ولماذا يقول الكتاب المقدس: "اليوم حصل خلاص لأهل هذا البيت"؟! فإن كانوا قد نالوا الخلاص، وهم متزوجون، فمن أين تأتي بأفكارك تلك؟!
قد يكون هناك شخصًا متزوجًا، ويعيش في حياة مقدسة مع زوجته، ويكون أبًا صالحًا وَمِثالًا للمسيح لأولاده.. وقد يكون هناك راهبًا متوحدًا في البرية، وقلبه غير قويم، أو يسقط فريسة للأفكار وحروب الشيطان ويتلذَّذ بها!! الطهارة هي للبتوليين وللمتزوجين، والنجاسة قد تكون للبتوليين أو للمتزوجين..