الموضوع: حياة السكون
عرض مشاركة واحدة
قديم 16 - 11 - 2021, 06:45 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حياة السكون

الحاجة إلى مشورة روحية | من أقوال الأنبا أنطونيوس:-

إننا نرى الطفل في نموه يأخذ في البداية لبن أمه، بعد ذلك يأخذ بعض الأطعمة الأخرى، وأخيرًا يأخذ كل صنوف الأطعمة التي يأكلها البشر، هكذا ينمو الإنسان حتى يصير قويًا ناضجًا قادرًا على مقاومة الأعداء (الأمراض) ببسالة... ولكن أن أصابه مرض في طفولته، حرمه من طعامه وأنهك قوته، ينشأ ضعيفًا، ويغلبه أي عدو.. ولكي يهزم عدوه (المرض) يجب عليه أن يستعيد صحته طالبًا القوة، وذلك باعتناء أحد الأطباء المختبرين به.

هكذا أيضًا بالنسبة للنفس البشرية، متى فقدت فرحها الإلهي تصير مريضة وتعانى من جراحات كثيرة. فإن اجتهدت في طلب إنسان -خادم الله- مختبر في الطب الروحي، وتمسكت به، فإنه يشفيها من الآلام ويقيمها ويعلمها أن تحصل على ذلك الفرح الذي هو طعامها بواسطة العون الإلهي، عندئذ تقدر أن تقاوم أعداءها الذين هم الأرواح الشريرة، وتقهرهم وتطأ مشوراتهم تحت قدميها، وتمتلئ بملء الفرح الكامل.

(رسالة 18)


تمييز مشورات الشرير | من أقوال الأنبا أنطونيوس:-


اعرفوا مشورات الشرير، فإن جاءكم في زيّ من يعلم بالحق لكي يخدعكم ويقودكم بمكر، أو جاءكم كملاك نور، فلا تصدقوه ولا تطيعوه، لأنه يفتن المؤمنين بمظاهر مغرية لها صورة الحق.

ولا يعرف غير الكاملين حيل الشيطان وما يبثه فيهم دائمًا. أما الكاملون فيعرفونها، إذ يقول الرسول: "وأما الطعام القوى فللبالغين الذين بسبب التمرّن قد صارت لهم الحواس مدرَّبة على التمييز بين الخير والشر" (عب 14:5). أمثال هؤلاء يعجز عن أن يخدعهم. إنما يفتن... أولئك الذين لا يسهرون على أنفسهم، فيصطادهم بطُعم يبدو لهم حلوًا. وذلك كصيَّاد السمك الذي يخفي صنارته في طُعمٍ حتى يصطاد السمك. وكما يقول سليمان الحكيم: "توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت" (أم 25:16).

هذا يحدث معهم بسبب اتكالهم على ذواتهم، إذ يتبعون دومًا ميول قلوبهم، ويحققون أهواءهم الخاصة، ولا ينصتون إلى آبائهم ولا يطلبون مشوراتهم.

هكذا يُظهر لهم الشيطان رؤى وتصورات خادعة، نافخًا قلوبهم بالكبرياء.، و وأحيانا يرسل لهم أحلامًا في الليل تتحقق في النهار، حتى يسقطون في حيرة عظيمة، بل وعلاوة على هذا يُظهر لهم في الليل نورًا يضيء المكان الذين هم فيه، ويصنع لهم أمورًا أخرى كثيرة خاطئة وعلامات... كل هذا لكي تطيب له قلوبهم فيقبلونه كملاك. وبقدر ما يقبلونه، يقذف بهم من علوهم إلى أسفل، بواسطة روح الكبرياء الذي تسلط عليهم. ويجعلهم يحسبون أنفسهم عظماء وأجلاء روحيًا أكثر من غيرهم، وأنهم ليسوا بمحتاجين إلى آبائهم أو الإنصات إليهم.

هكذا يتم فيهم قول الكتاب المقدس إنهم عناقيد عنب حقيقية زاهرة لكنها ُمرة وغير ناضجة. فقد صارت تعاليم آبائهم بالنسبة لهم صعبة، إذ يحسبون أنهم عارفون بكل شيء.

(رسالة 18)




  رد مع اقتباس