عرض مشاركة واحدة
قديم 15 - 11 - 2021, 07:26 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الشمـــ+ـــــــوع

* فوائد روحية تظهرها الشموع:

تعتبر الشمعة تعبيرًا تصويريًا دقيقًا عن وقفة العابد أمام الله. فهي تظهر هادئة ساكنة وديعة، وقلبها يشتعل اشتعالًا بنار ملتهبة تحرق جسمها البارد الصلب، فتذيبه إذابة، وتسكبه من فوهتها دموعا تنحدر متلاحقة تاركة خلفها خالة من نور، يسعد بها كل من تأمل فيها أو سار على هداها..

والشمعة كالعابد ليس لها فخر في ذاتها، فهي مفحمة لا نور فيها، باردة لا حرارة فيها، وتظل هكذا إلى أن تلهب قلبها بشعلة من النار.. حينئذ تلتهب وتضيء فتبدد حجب الظلام المحيطة، وتبعث الحرارة والدفء إلى مَنْ حولها.. فطبيعتها بدون عمل النار تافهة مهملة كطبيعة الإنسان بدون عمل النعمة، حتى إذا اشتعلت بالنار صارت من طبيعة النار، وأنارت لا بطبيعتها الأولى وإنما بطبيعة النار المتحدة بها..

ومن الجدير بالذكر أن استخدام الشموع لا علاقة له بالنهار أو الليل أو وجود الكهرباء أو غيره.. فهناك العديد من الفوائد الروحية الأخرى منها:

1- الشمعة مادة كثيفة ليس من خاصيتها إعطاء النور، ولكن عند تلامسها مع النار تضيء وتستمر مضيئة إلى أن تنتهي. كمثل المؤمن الذي من ذاته ليس فيه صلاح من ذاته (مزمور 5:51)، ولكن "كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق، نازلة من عند أبي الأنوار" (يعقوب 17:1). من عند شمس البر (ملاخي 2:4) الذي جعل وجه موسى النبي يضيء بعد اقترابه منه (خروج 29:34).

2- الشمعة تحترق وتذوب لكي تعطي نورًا للآخرين، وهي بهذا تعطينا فكرة عن المؤمن الذي يبذل ذاته في سبيل خدمة الآخرين على السواء دون تمييز، وفي صمت وهدوء.. (متى 13:5).

3- كلما كان الوسط ظلامًا ظهر نور الشمعة بقوة أكثر، مهما كانت صغيرة وضعيفة، فينتفع بها كثيرون. كذلك المؤمن يظهر نوره واضحًا كلما ازدادت ظلمة الشر في العالم..

4- الشمعة تحتاج إلى الهواء النقي، ولكن شدة العواصف خطرة عليها. هكذا المؤمن ينمو ويصقل بالتجارب التي تعطي له حسب احتماله، ويكون صبره واحتماله سبب عزاء الكثيرين (يعقوب 11:5)، لكن التجارب الصعبة التي لا طاقة له باحتمالها، فهو يطلب من الله أن ينقذه منها (الإنجيل بحسب لوقا 4:11).

6- كما أن هناك أنواع من الشمع تختلف درجة نقاوتها، هكذا هناك درجات بين صفوف المؤمنين والخدام في النقاوة..

7- الحرارة تذيب الشمعة، ولكنها تقسي الطين.. هكذا يلين قلب المؤمن وينسحق أمام محبة الله.. بعكس الشرير الذي يتصلب أمام نعم خالقه، مدعيًا أنه عن استحقاق تشرق عليه شمس الحياة، ولا يعلم أن الله في محبته "يشرق بشمسه على الأبرار والأشرار" (متى 45:5).

7- كما أن الشمعة تضيء فهي أيضًا تحرق وخاصة القش، هكذا القديسون أيضًا يقدمون قدوة صالحة وتعليمًا، وهم أيضا يشهدون على الأشرار ويدينونهم (كورنثوس الأولى 3:6؛ مزمور 4:1؛ ملاخي 3:4).

8- نار الشمع يبعث الحرارة والدفء، هكذا حياة القديسين وأقوالهم تلهب المؤمنين شوقًا إلى السير في طريقهم.

9- الشمعة لا بُدّ أن تنتهي من كثرة الاحتراق، ولكنها لا تفنى لأن القانون الطبيعي يقول: "المادة لا تفنى ولا تستحدث"؛ هكذا المؤمن يسكب سكيبًا ويأتي وقت انحلاله (تيموثاوس الثانية 6:4)، ومع ذلك يقول "لكن بعد أن يفنى جلدي هذا، وبدون جسدي أرى الله" (أيوب 26:19). وكذلك فإننا نأخذ جسدًا جديدًا ذو طبيعة جديدة نورانية في القيامة (كورنثوس الأولى 44:15؛ فيلبى 21:3).

10- تمثل الشمعة حياة الجهاد المستمر حتى النهاية، فهي تعلن للشعب أن يخلع أعمال الظلمة ويلبس أسلحة النور، ويسلك كما يليق النهار (روميه 13،12:13). قائلين مع داود النبي: "بنورك يا رب نعاين النور" (مزامير 9:36).

11- ولا ننسى مطلقًا ما توحيه الشمعة بضوئها الخافت من جو مليء بالرهبة، فيتخشع قلب العابد، وترتفع صلواته في هدوء. كما أن هذا الجو الهادئ يساعد الإنسان على التركيز في تفكيره والتعمق في صلاته.
  رد مع اقتباس