ولكن هناك شكل جديد من الميطانيات، أخذ في الانتشار في الآونة الأخيرة، وهو مؤسف ولا موضع له، لا في الكتاب المقدس، ولا في تراث الآباء؛ وهو مجرد الانحناء لتلامس أطراف أصابع اليد اليمنى الأرض، أمام الهيكل أو أجساد القديسين أو الآباء الأساقفة. ويعلل البعض ذلك بضيق الوقت وزيادة الأعداد الراغبة في نوال بركة الآباء الأساقفة أو الاضطرار إلى عمل ذلك في الطرق مما لا يتناسب معه عمل الميطانية الكاملة.
ومن هنا يمكن أن يكون وضع الميطانية الكلمة وطقسيًا بالنسبة للآباء الأساقفة هو داخل الكنيسة، بينما يكتفي خارج الكنيسة بالانحناء بشكل لائق. ولكن يجب ألا يكون ذلك -أي مجرد الانحناء- هو شكل الميطانية في المخدع.
وشكل آخر من السجود يمارسه الإنسان عندما تكون نفسه مرة للغاية، كمن لم تعد له قوة على الوقوف أو الطلب والابتهال، وفي هذا تعبير عن عظم شوقه أو انكسار قلبه، ويخر على وجهه إلى الأرض.. ولهذا أمثلة في الكتاب المقدس (إنجيل مرقس 35:14؛ ملوك الأول 42:18؛ لوقا 12:5).
أنواع أخرى من الميطانيات:
تصنع المطانيات أيضًا أمام أجساد القديسين في أي وقت من النهار، حيث فيها التكريم لأصفياء الله.. فقد وُجد السجود بدافع التكريم في الكتاب المقدس.. كما نسجد أمام الآباء البطاركة والأساقفة للتبجيل والاحترام على النحو السابق، باعتبار أن الأسقف هو ممثل للسيد المسيح، ولذلك فإننا نحتفل بأجساد القديسين ونستقبلهم وكذلك الآباء الأساقفة، بألحان هي موجهة في الأصل إلى السيد المسيح نفسه؛ مثل لحن إبؤرو (لحن يا ملك السلام)، و لحن إك إزمارؤوت (لحن مبارك أنت)، ولحن إفلوجيمينوس (المبارك) Euloghmenoc.. وهي ألحان تخص الله وحده.
ويمكن السجود أمام الآخرين ممن نشعر أننا أسأنا إليهم، وهو الأمر الذي يرد كثيرًا في قصص الآباء، حيث ننسحق أمام الآخر ونطلب الصفح، تمامًا مثلما نسجد أمام الله لطلب الغفران..
ويستخدم كثير من المدبرين هذا التدبير أيضًا بخصوص الوقوع في بعض الخطايا الصعبة؛ إذ يربطون بين الحروب النجسة مثلًا والكبرياء، فينصحون الخاطئ بعمل عدد من الميطانيات لعدة أيام يصاحبها أصوام وصلوات، علّ باتضاع الجسد تتضع الروح وتخفّ الحرب..
ولكن على المدبرين الانتباه إلى أنه قد يتحول تدبير الميطانيات إلى عقوبة بالنسبة للبعض! مما يؤدي إلى عواقب وخيمة، فتضيع حلاوتها وتصبح عبئًا يسعى في التخلص منه.